للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا ذكرنا عبد القادر فلسنا بناسين أصحابه الذين آزروه على الخير، وأعانوه على الرشد، ووضعوا أيديهم في يده، متعاهدين على العمل إلى بلوغ الأمل، فلكل واحد منهم حظه ونصيبه في بناء هذه المنقبة الخالدة، وإنْ ننس فلا ننس فضيلة الشيخ التهامي معيزة قاضي البلدة، وفضيلة الشيخ الطيب الجودي مفتيها، وحضرة السيد بن عزوز بن الشيخ المختار عميد الجمعية وعمادها، والخيّر الفاضل السيد الأخضر بن المكّي، أجزل الله ثوابهم، وأحسن مآبهم، وجزاهم أحسن ما يجزي العاملين بالدين والعاملين للدين.

...

أيها السادة: هذا إجمال سمعتموه منا على الجانب المحسوس من هذه المنقبة الذي قام به إخوانكم أعضاء الجمعية الدينية، وهو الجانب الذي إذا عددنا أعمالهم قلنا ها هو، وإذا خرجوا عن التواضع وفاخروا به- وحق لهم الفخر- أشاروا إليه وقالوا ها هو، وإذا كذّب به مكذِّب أو ارتاب فيه مرتاب ردّ عليه الوجود بلسان فصيح: ها هو.

فاسمعوا مني إجمالًا آخر على الجانب المعنوي- الجانب المطوي في همم هؤلاء الرجال البررة- فإن لهم أعمالًا من دون هذا الجامع هم لها عاملون، ولعلّ في الكلام على هذا الجانب المطوي ما يُثير حماس الذين يسارعون في الخيرات، ويُذكي من هممهم فيزدادون احتقارًا للمال في جنب هذه الأعمال.

ولعلّ في ذكر هذا الجانب المطوي ما يذكّرنا بأفعال أسلافنا الأبرار الذين كانوا يُنفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله.

ولعلّ الجانب المطوي سيكون أروع وأبدع من هذا القسم الذي تمّ بناؤه، وأدلّ على بُعْد هِمَم القائمين بهذا العمل وإخلاصهم النيّة في خدمة هذا الوطن.

هذا الجانب الذي شوّقتكم إلى سماع الحديث عنه هو تعمير هذا الفراغ الغربي بعدّة مدارس قرآنية يُعلَّم فيها كتاب الله للبنين والبنات، وتعلّم فيها مبادئ العلوم العربية والدينية بصورة عملية مفيدة، وتخصص قاعة لمكتبة عمومية ستكون تابعة للجامع ومنسوبة إليه ومكملة له.

وتخصيص قاعة كبرى تلقى فيها محاضرات باللغة العامية في بيان ما تلزم معرفته من العقائد والعبادات والأحكام العملية والآداب الدينية والأخلاق الإسلامية العامة وخصوصًا ما يرجع إلى حسن العشرة وتربية الأولاد وسياسة الأهل والأقارب، لتكون العائلة الإسلامية

<<  <  ج: ص:  >  >>