للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أمثلة لتأثر الشوكاني باستنباطات من قبله]

[تأثره باستنباطات الصحابة]

مثل: تأثره باستنباط ابن عمر -رضي الله عنهم-: "لكل مطلقة متعة إلا التي يطلقها ولم يدخل بها وقد فرض لها، كفى بالنصف متاعا" (١). قال الشوكاني- عند قوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢٣٧)} [البقرة: ٢٣٧]-: (قوله: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} … الآية. فيه دليل على أن المتعة لا تجب لهذه المطلقة؛ لوقوعها في مقابلة المطلقة قبل البناء والفرض التي تستحق المتعة) (٢).

[تأثره باستنباطات التابعين]

[وأمثلة ذلك]

١ - تأثره باستنباط مجاهد بن جبر (٣): الإيمان يزيد وينقص (٤). قال الشوكاني- عند قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)} [آل عمران: ١٧٣]-: (وفيه دليل على أن الإيمان يزيد وينقص) (٥).


(١) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب: الطلاق، باب: ما جاء في متعة الطلاق، رقم: ١١٨٨، ج ٢/ ص ٥٧٣، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب: الصداق، باب المتعة، رقم: ١٤٢٦٨، ج ٧/ ص ٢٥٧. وعزاه السيوطي في الدر المنثور لابن المنذر، وعبد بن حميد انظر: ج ١/ ص ٧٤٠.
(٢) فتح القدير ج ١/ ص ٢٥٣. وانظر: الاستنباط رقم: ٢٨.
(٣) الإمام أبو الحجاج، مجاهد بن جَبْر المكي، المقريء، المفسر، قرأ على ابن عباس، وروى عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-، وقرأ عليه كثير، صح عنه أنه قال: "عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت، وكيف كانت"، توفي سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث، أو أربع ومائة للهجرة. انظر: معرفة القراء الكبار ج ١، ص ٦٦، ٦٧، وطبقات المفسرين للداودي ج ٢، ص ٣٠٥ - ٣٠٨.
(٤) قال مجاهد في قوله: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}: الإيمان يزيد وينقص. انظر: تفسير ابن أبي حاتم ج ٣/ ص ٨١٨، والدر المنثور ج ٢/ ص ٣٨٩.
(٥) فتح القدير ج ١/ ص ٤٠٠. وانظر: الاستنباط رقم: ٩.

<<  <   >  >>