للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاستنبط الشوكاني -رحمه الله- من الآية أن قول اليهود: إن الله فقير وهم أغنياء بمكان يعدل قتل الأنبياء، وذلك بدلالة اقترانهما.

[المثال الثاني]

ما استنبطه الشوكاني من قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا … أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (١٣٣)} [الأنعام: ١٣٣]؛ حيث قال -رحمه الله-: (قوله: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ} أي: عن خلقه، لا يحتاج إليهم ولا إلى عبادتهم، لا ينفعه إيمانهم، ولا يضره كفرهم. ومع كونه غنيا عنهم فهو ذو رحمة بهم، ولا يكون غناه عنهم مانعا من رحمته لهم. وما أحسن هذا الكلام الرباني وأبلغه، وما أقوى الاقتران بين الغنى والرحمة في هذا المقام، فإن الرحمة لهم مع الغنى عنهم هي غاية التفضل والتطول) (١).

فاستنبط الشوكاني -رحمه الله- أن رحمة الله بعباده مع غناه عنهم هو غاية التفضل والتطول، وذلك بدلالة الاقتران بين اسمين من أسماء الله الحسنى.

[المثال الثالث]

ما استنبطه الشوكاني من قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ … لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤)} [الحاقة: ٣٣ - ٣٤] حيث قال -رحمه الله-: (والمعنى: أنه لا يحث نفسه أو غيره على بذل نفس طعام المسكين، وفي جعل هذا قرينا لترك الإيمان بالله من الترغيب في التصدق على المساكين، وسد فاقتهم، وحث النفس والناس على ذلك ما يدل أبلغ دلالة، ويفيد أكمل فائدة على أن منعهم من أعظم الجرائم وأشد المآثم) (٢).

فاستنبط الشوكاني-رحمه الله- أن حرمان المسكين من أعظم الجرائم، وأشد المآثم بدلالة اقتران حرمان المسكين بالكفر.


(١) فتح القدير ج ٢/ ص ١٦٤. وانظر: الاستنباط رقم: ٧٦.
(٢) فتح القدير ج ٥/ ص ٢٨٥. وانظر: الاستنباط رقم: ٢١١.

<<  <   >  >>