للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ترتيب المفسرين حسب الأكثر تأثيرا في الشوكاني على النحو التالي:

[أولا: القرطبي]

تأثر الشوكاني باستنباطات القرطبي كثيرا، ويمكن القول بأن ما يقارب نصف استنباطات

الشوكاني أفادها من القرطبي (١)، ولذا فإني لن أتعرض لهذا النوع من الاستنباطات، بل سأمثل لاستنباطات الشوكاني التي لم يذكرها القرطبي، وهي:

١ - استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (٢٧٩)} [البقرة: ٢٧٩] أن أموال المرابين مع عدم توبتهم حلال لمن أخذها من الأئمة، ونحوهم ممن ينوب عنهم (٢).

٢ - استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)} [آل عمران: ٤٣] مشروعية صلاة الجماعة (٣).

٣ - استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (٤٣)} [التوبة: ٤٣] مشروعية الاحتراز عن العجلة، والاغترار بظواهر الأمور (٤).

٤ - استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٦٨)} [التوبة: ٦٨] أن لفظ (وعد) يقال في الشر كما يقال في الخير (٥).

٥ - استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (١٩)} [الكهف: ١٩] أن إمساك الإنسان بعض ما يحتاج إليه لا ينافي التوكل على الله (٦).

٦ - استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ … مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٧)} [النمل: ٢٧] أن على المرء البحث عن الأخبار، والكشف عن الحقائق، وعدم قبول خبر المخبرين تقليدا لهم، واعتمادا عليهم إذا تمكن من ذلك بوجه من الوجوه (٧).


(١) وأمثلة ذلك: ٦، ٩، ١٤، ٣٧، ٤٥، ٧٣، ١٠٩، ١١٣، ١٢٢، ١٦٧، ١٦٨، ١٧٢، ١٧٣.
(٢) انظر: فتح القدير ج ١/ ص ٢٩٧، والاستنباط رقم: ٣٣.
(٣) انظر: فتح القدير ج ١/ ص ٣٣٨، والاستنباط رقم: ٣٦.
(٤) انظر: فتح القدير ج ٢/ ص ٣٦٥، والاستنباط رقم: ٩٤.
(٥) انظر: فتح القدير ج ٢/ ص ٣٧٩ والاستنباط رقم: ٩٥.
(٦) انظر: فتح القدير ج ٣/ ص ٢٧٦ والاستنباط رقم: ١٣٨.
(٧) انظر: فتح القدير ج ٤/ ص ١٣٦، والاستنباط رقم: ١٦٩.

<<  <   >  >>