للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[التمهيد]

• أولاً: تعريف الاستنباط، ونشأته.

• ثانياً: أهمية الاستنباط وعلاقته بالتفسير.

• ثالثاً: التعريف بالشوكاني رحمه الله.

• رابعاً: التعريف بتفسير (فتح القدير) للشوكاني.

أولاً: تعريف الاستنباط، ونشأته.

[أ - تعريف الاستنباط]

تعريف الاستنباط لغة: هو الاستخراج والإظهار بعد الخفاء. ومادة "نَبَطَ" تدور على أصل واحد، وهو استخراج شيء (١)، والانتهاء إليه (٢). فأصل الاستنباط من النَّبَط، وهو الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إِذا حُفرت، وقد نَبَطَ ماؤها، يَنْبِطُ، و يَنْبُطُ نَبْطاً، و نُبُوطاً. و أَنبطنا الماءَ أَي: استنبطناه وانتهينا إِليه. وكل ما أُظهر، فقد أُنْبِط (٣).

ومنه قوله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (٤) [النساء: من الآية ٨٣].

قال الزجاج (٥): (معنى يستنبطونه في اللغة: يستخرجونه، وأَصله من النبَط، وهو الماء الذي يخرج من البئر في أَوّل ما يحفر) (٦).

واسْتَنْبَطه، واستنبط منه علماً، وخبراً، ومالاً: استخرجه. واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمِه (٧).


(١) انظر: مقاييس اللغة ج ٥/ ص ٣٨١، ولسان العرب ج ٧/ ص ٤١٠. ومختار الصحاح ج ١/ ص ٢٦٨، ومفهوم التفسير، والتأويل، والاستنباط، والتدبر، والمفسر ص ١٥٩.
(٢) انظر: العين ج ٧/ ص ٤٣٩، ولسان العرب ج ٧/ ص ٤١٠، والقاموس المحيط ج ١/ ص ٨٨٩.
(٣) انظر: لسان العرب ج ٧/ ص ٤١٠.
(٤) وتمامها: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (٨٣)}
(٥) هو أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن السَّري بن سهل الزَّجاج، البغدادي، نحوي زمانه، لقب بالزجاج لاشتغاله بخرط الزجاج، مصنف: "كتاب معاني القرآن"، له تآليف جمة، مات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وقيل: غير ذلك. انظر: سير أعلام النبلاء ج ١٤، ص ٣٦٠، وبغية الوعاة ج ١، ص ٣٣٨ - ٣٤٠.
(٦) معاني القرآن وإعرابه ج ٢/ ص ٨٣.
(٧) انظر: لسان العرب ج ٧/ ص ٤١٠، والقاموس المحيط ج ١/ ص ٨٨٩.

<<  <   >  >>