للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدراسة]

استنبط الشوكاني (١) -رحمه الله- مشروعية عرض ولي المرأة لها على الرجل.

ووجه الاستنباط: أن والد المرأتين اللتين سقى لهما موسى -عليه السلام- عرض على موسى -عليه السلام- أن يزوجه إحدى ابنتيه؛ فدل هذا بدلالة شرع من قبلنا شرع لنا، أو بدلالة أن الله تعالى أقر هذا الفعل ولم يرده على مشروعية عرض ولي المرأة لها على الرجل.

يعني الرجل الصالح رغبة في صلاحه، قال ابن عاشور: (وفيه جواز عرض الرجل مولاته على من يتزوجها رغبة في صلاحه) (٢).

وممن قال بهذا الاستنباط: ابن العربي، والقرطبي، وأبو حيان، والسيوطي، والقنوجي، وابن عاشور. (٣).

وهذا الاستنباط صحيح. ويؤيده ما جاء في شرعنا من فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين تأيمت حفصة بنت عمر فعرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، ثم عرضها على أبي بكر -رضي الله عنه- فصمت ولم يرجع إلى عمر شيئا لما علم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكرها (٤).

١٧٣ - للرجل أن يذهب بأهله حيث شاء (٥).

قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩)} القصص: ٢٩.


(١) واستنبط غيره من الآية استنباطات أخرى، منها:
١) جواز النكاح بالإجارة؛ بدلالة الاقتداء بفعل موسى -عليه السلام-. انظر: بحر العلوم ج ٢/ ص ٦٠٥، والتسهيل لعلوم التنزيل ج ٣/ ص ١٠٥، ومنهج الاستنباط من القرآن ص ٢٥٠.
٢) في هذه الآية دليل على أن النكاح إلى الولي لاحظ للمرأة فيه؛ لأن صالح مدين تولاه بنفسه. انظر: نكت القرآن ج ٣/ ص ٥٦١، الجامع لأحكام القرآن ج ١٣/ ص ٢٤١.
٣) على أن الرجل الصالح ينبغي أن يحسن خلقه مهما أمكنه، وأن الذي يطلب منه أبلغ من غيره. انظر: تيسير الكريم الرحمن ص ٦١٥.
وذكر السيوطي في الإكليل ج ٣/ ص ١٠٧٨ جملة من الاستنباطات.
(٢) التحرير والتنوير ج ٢٠/ ص ٤٤.
(٣) انظر: أحكام القرآن ج ٣/ ص ٣٦١، والجامع لأحكام القرآن ج ١٣/ ص ٢٤١، والبحر المحيط ج ٧/ ص ١٤٩، والإكليل ج ٣/ ص ١٠٧٨، وفتح البيان ج ١٠/ ص ١٠٨، والتحرير والتنوير ج ٢٠/ ص ٤٤.
(٤) تقدم نص الحديث بتمامه مع تخريجه في أول هذا الاستنباط.
(٥) وهو استنباط فقهي، وفي علوم القرآن (قصص الأنبياء).

<<  <   >  >>