(٢) فتح القدير ج ٥/ ص ٢٠٢.(٣) واستنبط غيره من الآية استنباطات أخرى، منها:١) من أبغض الصحابة أو واحداً منهم، أو اعتقد فيه شرًّا أنه لا حقَّ له في الفيء؛ لأن الآية دليل على وجوب محبة الصحابة -رضي الله عنهم-؛ لأنه جعل لمن بعدهم حظًّا في الفيء ما أقاموا على محبتهم، وموالاتهم، والاستغفار لهم؛ فدل بمفهوم المخالفة على أنهم إن خالفوا الشرط فلا فيء لهم. انظر: اللباب ج ١٨/ ص ٥٩٦.٢) استنبط من قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} بمفهوم المخالفة أن الحقد على غيرهم جائز لغيرة الدين، وإن لم يكن الحسد جائزا. انظر: حدائق الروح والريحان ج ٢٩/ ص ١٢١.٣) استنبط الإمام مالك-بدلالة السياق- كفر الرافضة، ووجهه: أن قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)} [الحشر: ٨] متعلق بقوله: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ … لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧)} [الحشر: ٧]، ثم إن الله لما قال: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} عطف عليهم {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر: ٩] وهم الأنصار، ثم عطف عليهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)} بشرط أن يستغفروا لمن قبلهم، والرافضة خارجون عن الأصناف الثلاثة؛ فإنهم يسبون السلف، فإذن لا حظ لهم في الفيء؛ إذ الفيء حق المسلمين، فمن لا حظ له في الفيء فليس بمسلم. انظر: الإشارات الإلهية ج/ ص ٣٣٤، ٣٣٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute