للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣) مناسبة ختم الآية]

فللشوكاني عناية باستنباط مناسبة ختم الآية لموضوعها، والآية قد تختم باسم من أسماء الله الحسنى، أو تختم بخاتمة تناسب موضوعها.

[أولا: الأمثلة على مناسبة ختم الآية باسم من أسماء الله الحسنى]

أ - استنبط الشوكاني مناسبة ختم قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى … السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٩)} [البقرة: ٢٩] بأن الله بكل شيء عليم، فقال: (وإنما أثبت لنفسه سبحانه أنه بكل شيء عليم لأنه يجب أن يكون عالما بجميع ما ثبت أنه خالقه) (١).

ب - استنبط الشوكاني مناسبة ختم قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩)} [آل عمران: ١٢٩] بأن الله غفور رحيم، فقال: قال الشوكاني -رحمه الله-: (وفي قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩)} إشارة إلى أن رحمته سبقت غضبه، وتبشير لعباده بأنه المتصف بالمغفرة والرحمة على وجه المبالغة، وما أوقع هذا التذييل الجليل، وأحبه إلى قلوب العارفين بأسرار التنزيل) (٢).

ت - مناسبة ختم قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ … عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)} [النساء: ٣٤] بأن الله علي كبير، قال الشوكاني -رحمه الله-: ({إِنَّ اللَّهَ كَانَ … عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)} إشارة إلى الأزواج بخفض الجناح، ولين الجانب، أي: وإن كنتم تقدرون عليهن؛ فاذكروا قدرة الله عليكم، فإنها فوق كل قدرة والله بالمرصاد لكم) (٣).


(١) فتح القدير ج ١/ ص ٦١. وانظر: الاستنباط رقم: ٦.
(٢) فتح القدير ج ١/ ص ٣٧٨. وانظر: الاستنباط رقم: ٤٢. وهذه المناسبة مما لم يذكره البقاعي.
(٣) فتح القدير ج ١/ ص ٤٦١. وانظر: الاستنباط رقم: ٥٣.

<<  <   >  >>