للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المطلب السابع:

الاستنباطات في الرقائق.

استنبط الشوكاني استنباطات في الرقائق، كبيان أن رحمة الله سبب دخول الجنة، وأن رحمة الله سبقت غضبه، وكالحديث عن الزهد، ونحو ذلك (١).

[أمثلة على الاستنباطات في الرقائق]

[المثال الأول]

استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩)} [البقرة: ٢٤٩] أن الغرفة تكف سورة العطش عند الصابرين على شظف العيش (٢)؛ فقال -رحمه الله-: (والمراد بهذا الابتلاء اختبار طاعتهم، فمن أطاع في ذلك الماء أطاع فيما عداه، ومن عصى في هذا وغلبته نفسه فهو بالعصيان في سائر الشدائد أحرى. ورخص لهم في الغرفة؛ ليرتفع عنهم أذى العطش بعض الارتفاع، وليكسروا نزاع النفس في هذه الحال. وفيه أن الغرفة تكف سورة العطش عند الصابرين على شظف العيش، الدافعين أنفسهم عن الرفاهية) (٣).

[المثال الثاني]

استنبط الشوكاني من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩)} [آل عمران: ١٢٩] أن رحمة الله سبقت غضبه (٤)؛ فقال -رحمه الله-: (وفي قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩)} إشارة إلى أن رحمته سبقت غضبه، وتبشير لعباده بأنه المتصف بالمغفرة والرحمة على وجه المبالغة، وما أوقع هذا التذييل الجليل، وأحبه إلى قلوب العارفين بأسرار التنزيل) (٥).


(١) انظر: الاستنباطات رقم: ٢٣، ٣٩، ٧٦، ١٠٤، ١٣١، ١٨٥، ١٩٨، ٢٠٠.
(٢) انظر: الاستنباط رقم: ٢٩.
(٣) فتح القدير ج ١/ ص ٢٦٥.
(٤) انظر: الاستنباط رقم: ٤٢.
(٥) فتح القدير ج ١/ ص ٣٧٨.

<<  <   >  >>