(٢) انظر: فتح الباري ج ١/ ص ٢١٦. (٣) ومن المصلحة: ألا يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهى بل يربي بصغار العلم قبل كباره، وقد فرض العلماء مسائل مما لا يجوز الفتيا بها، وإن كانت صحيحة في نظر الفقه كما ذكر عز الدين بن عبد السلام في مسألة الدور في الطلاق؛ لما يؤدى إليه من رفع حكم الطلاق بإطلاق وهو مفسدة. … ومنها: ترك الجواب عن سؤال العوام عن علل مسائل الفقه وحكم التشريعات، وإن كان لها علل صحيحة وحكم مستقيمة؛ ولذلك أنكرت عائشة -رضي الله عنها- على من قالت: لم تقضى الحائض الصوم ولا تقضى الصلاة وقالت لها: أحروية أنت؟. وقد ضرب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صبيغا، وشرد به لما كان كثير السؤال عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل، وربما أوقع خيالا وفتنة، وإن كان صحيحا، وتلا قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)} [عبس: ٣١] فقال: هذه الفاكهة فما الأب؟ ثم قال: ما أمرنا بهذا. إلى غير ذلك مما يدل على أنه ليس كل علم يبث وينشر وإن كان حقا. انظر: الموافقات ج ٤/ ص ١٩٠. ومنه: عدم تعليم المبتدع الجدال، والحجاج، ليجادل به أهل الحق، ولا يعلم الخصم على خصمه حجَّةً، ليقتطع بها ماله، ولا السُّلطان تأويلاً يتطرَّق به على مكاره الرَّعيَّة، ولا ينشر الرُّخص من السُّفهاء، فيجعلوا ذلك طريقاً إلى ارتكاب المحظورات، وترك الواجبات، ونحو ذلك. انظر: الجامع لأحكام القرآن ج ٢/ ص ١٨٢، واللباب في علوم الكتاب ج ٣/ ص ١٠٥. (٤) أبو عبد الله، شمس الدين، الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تركماني الأصل، جمع تاريخ الإسلام فأربى فيه على من تقدم بتحرير أخبار المحدثين خصوصا، له "سير أعلام النبلاء"، و"طبقات الحفاظ"، و"طبقات القراء"، و"الميزان في نقد الرجال"، توفي سنة ٧٤٨ هـ. انظر: الدرر الكامنة ج ٥/ ص ٦٦، والبدر الطالع ج ٢/ ص ٦٦٣. (٥) رواه البخاري في كتاب: العلم، باب: من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا، ح: ١٢٧، ج ١/ ص ٥٩. ولفظه: ""حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله". (٦) سير أعلام النبلاء ج ٢/ ص ٢٩٧، ٢٩٨.