للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الخلاصة]

تنوعت موضوعات الاستنباط عند الشوكاني حتى بلغت أربعة عشر نوعا، وهذه الأنواع متفاوتة قلة وكثرة، ويمكن ترتيبها على النحو التالي:

جاءت الاستنباطات في علوم القرآن (١) أولا، ثم الاستنباطات العقدية (٢)، ثم الاستنباطات الفقهية (٣)، ثم الاستنباطات التربوية السلوكية (٤)، ثم الاستنباطات الأصولية والاستنباطات في الدعوات والذكر (٥)، ثم الاستنباطات في الرقائق (٦)، ثم الاستنباطات اللغوية (٧)، ثم الاستنباطات في التفسير (٨)، ثم الاستنباطات في الأخلاق (٩)، ثم الاستنباطات في الدعوة، وفي السيرة، وفي الطب. (١٠)، وأخيرا الاستنباطات في التأريخ (١١).

وما عدا هذه الأنواع يصح أن يكون استنباطا عاما، أو استنباطا لفوائد علمية.

[تنبيه]

يتنبه إلى أنه لا يلزم أن يكون موضوع الاستنباط واحدا، إذ يصح أن يكون الاستنباط الواحد في موضوعين أو أكثر (١٢).

و من الأمثلة على ذلك:

١ - استنباط في اللغة وأصول الفقه: مثل: ما استنبطه الشوكاني من قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨)} [الأنبياء: ٧٨] حيث قال: -رحمه الله-: ({وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} أي: لحكم الحاكمين. وفيه جواز إطلاق الجمع على الاثنين) (١٣).

٢ - استنباط في الفقه والذكر: مثل: ما استنبطه الشوكاني من قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦) لَنْ يَنَالَ … اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧)} [الحج: ٣٦ - ٣٧] حيث قال -رحمه الله-: (ومعنى {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} هو قول الناحر الله أكبر عند النحر، فذكر في الآية الأولى الأمر بذكر اسم الله عليها، وذكر هنا التكبير؛ للدلالة على مشروعية الجمع بين التسمية والتكبير. وقيل: المراد بالتكبير وصفه سبحانه بما يدل على الكبرياء) (١٤).


(١) بنسبة ٣٠ %.
(٢) بنسبة ٧٤، ٢٣ %.
(٣) بنسبة ٣٧، ٢٢ %.
(٤) بنسبة ٢١، ٨ %.
(٥) بنسبة ٣٩، ٦ %
(٦) بنسبة ٤٧، ٥ %.
(٧) نسبة ٧٣، ٢ %.
(٨) بنسبة ٨٢، ١ %.
(٩) بنسبة ٣٦، ١ %.
(١٠) بنسبة ١% تقريبا.
(١١) بنسبة ٤٥، ٠ %.
(١٢) وهذا بلا شك مؤثر في احتساب نسبة كل نوع من الأنواع.
(١٣) فتح القدير ج ٣/ ص ٤١٨. وانظر الاستنباط رقم: ١٤٨.
(١٤) فتح القدير ج ٣/ ص ٤٥٥. وانظر الاستنباط رقم: ١٥١.

<<  <   >  >>