للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة الطلاق]

٢١٠ - كمال استحقاق المطلقات للسكنى في مدة العدة (١).

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (١)} الطلاق: ١.

قال الشوكاني -رحمه الله-: ({لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} أي: التي كنَّ فيها عند الطلاق ما دمن في العدة، وأضاف البيوت إليهن وهي لأزواجهن لتأكيد النهي، وبيان كمال استحقاقهن للسكنى في مدة العدة، ومثله قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} (٢) [الأحزاب: من الآية ٣٤]، وقوله: وقرن في بيوتكن {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٣) [الأحزاب: من الآية ٣٣]) (٤).

[الدراسة]

استنبط الشوكاني (٥) -رحمه الله- كمال استحقاق المطلقات للسكنى في مدة العدة.


(١) وهو استنباط فقهي.
(٢) وتمامها: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (٣٤)}.
(٣) وتمامها: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)}.
(٤) فتح القدير ج ٥/ ص ٢٤١.
(٥) واستنبط غيره من الآية استنباطات أخرى، منها:
١) أن الحنث بدخول دار يسكنها فلان بغير ملك ثابت فيما إذا حلف لا يدخل داره. انظر: مدارك التنزيل ج ٤/ ص ٣٨٨.
٢) في ذكر البيوت دون الدار إشارة إلى أن اللازم على الزوج في سكناهن ما تحصل المعيشة فيه؛ لأن الدار ما يشتمل على البيوت. انظر: حدائق الروح والريحان ج ٢٩/ ص ٤٠٧.
٣) دل قوله: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} بدلالة الإشارة على النهي عن الأذن لهن في الخروج، ففي الآية دلالة على أن سكونهن في البيوت حق للشرع مؤكد، فلا يسقط بالإذن. انظر: روح المعاني ج ٢٨/ ص ١٣٣.

<<  <   >  >>