للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدراسة]

استنبط الشوكاني-رحمه الله- أن مناسبة ختم سورة المؤمنون بالأمر بطلب مغفرة الله ورحمته أنه سبحانه لما شرح أحوال الكفار أمر بالانقطاع إليه، والالتجاء إلى غفرانه ورحمته؛ لأنهما العاصمان عن كل الآفات والمخافات.

ووجه الاستنباط: أن الله شرح أحوال الكفار ثم أمر بطلب مغفرته ورحمته؛ فدل بدلالة الربط بين الآيات على أن مناسبة هذا الأمر حاجة العبد إلى الانقطاع إلى الله، والالتجاء إلى غفرانه ورحمته العاصمين عن كل الآفات والمخافات.

قال الرازي: (فإن قيل: كيف تتصل هذه الخاتمة بما قبلها؛ قلنا: لأنه سبحانه لما شرح أحوال الكفار في جهلهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة؛ أمر بالانقطاع إلى الله تعالى، والالتجاء إلى دلائل غفرانه ورحمته؛ فإنهما هما العاصمان عن كل الآفات والمخافات) (١).

وممن قال بهذا الاستنباط: الرازي-كما تقدم-، والقنوجي. (٢).

وفي الأمر بطلب الرحمة والمغفرة إشارة إلى أنه لا ينبغي الاغترار بالأعمال، وإرشاد إلى التشبت برحمة الملك المتعال (٣). فكأن المناسبة ألا يغتر المسلم بعمله حين يسمع عاقبة السوء للكفار وأعمالهم.

وفي تخصيص الاستغفار والاسترحام إيذان بأنهما من أهم الأمور الدينية حيث أمر به من قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر -صلى الله عليه وسلم- فكيف بمن عداه (٤).


(١) التفسير الكبير ج ٢٣/ ص ١١٢.
(٢) انظر: التفسير الكبير ج ٢٣/ ص ١١٢، وفتح البيان ج ٩/ ص ١٥٩.
(٣) انظر: روح المعاني ج ١٨/ ص ٧٤.
(٤) انظر: إرشاد العقل السليم ج ٦/ ص ١٥٤.

<<  <   >  >>