للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثالث:

القيمة العلمية لاستنباطات الشوكاني وفيه مبحثان:

• المبحث الأول: تأثر الشوكاني باستنباطات المفسرين قبله، وموقفه منها.

• المبحث الثاني: مميزات استنباطات الشوكاني.

المبحث الأول:

تأثر الشوكاني باستنباطات المفسرين قبله، وموقفه منها.

يظهر للمتأمل في استنباطات الشوكاني بعد دراستها وموازنتها باستنباطات غيره من المفسرين أنه تأثر بعدد منهم في كثير من المواضع، كما أنه تأثر باستنباطات بعض الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- في مواضع قليلة، ومع هذا فإنه ينفرد باستنباطات لم يذكرها غيره.

ويمكن القول بأن موقف الشوكاني من استنباطات من سبقه يتمثل في ثلاثة مواقف:

[الأول: الاستنباطات التي نقلها دون أن يظهر معها ما يدل على موافقته أو رده لها.]

[ومن أمثلة ذلك]

١ - قول الشوكاني - عند قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤)} [آل عمران: ٤٤]-: (وقد استدل بهذا من أثبت القرعة، والخلاف في ذلك معروف، وقد ثبتت أحاديث صحيحة في اعتبارها) (١).

٢ - قول الشوكاني - عند قوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٠)} [إبراهيم: ١٠]-: (وبهذه الآية احتج من جوَّز زيادة من في الإثبات) (٢).

٣ - قول الشوكاني - عند قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ … لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)} [سبأ: ١٥]-: (وقيل: إنما جمع لهم بين طيب البلدة والمغفرة للإشارة إلى أن الرزق قد يكون فيه حرام) (٣).


(١) فتح القدير ج ١/ ص ٣٣٩.
(٢) فتح القدير ج ٣/ ص ٩٨.
(٣) فتح القدير ج ٤/ ص ٣٢٠.

<<  <   >  >>