للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة القمر]

٢٠٠ - يوم القيامة ليس بشديد على المؤمنين (١).

قال تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)} القمر: ٨.

قال الشوكاني-رحمه الله-: (وفي إسناد هذا القول إلى الكفار دليل على أن اليوم ليس بشديد على المؤمنين) (٢).

[الدراسة]

استنبط الشوكاني-رحمه الله- أن يوم القيامة ليس بشديد على المؤمنين.

ووجه الاستنباط: أن الله تعالى أسند القول بأن يوم القيامة عسير إلى الكفار ولم يسنده للمؤمنين؛ فدل بمفهوم المخالفة على أن يوم القيامة ليس بشديد على المؤمنين، بل سهل يسير.

قال السعدي: (مفهوم ذلك أنه يسير سهل على المؤمنين) (٣).

وممن قال بهذا الاستنباط: الرازي (٤)، وأبو السعود، والآلوسي، والقنوجي، والسعدي-كما تقدم-، والهرري (٥).

وفي هذا الاستنباط بشارة للمؤمنين، وتطمين لقوبهم.

٢٠١ - القرآن منة عظيمة لا ينبغي لأحد أن يغفل عن شكرها (٦).

قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠)} القمر: ٤٠.

قال الشوكاني -رحمه الله-: (ولعل وجه تكرير تيسير القرآن للذكر في هذه السورة الإشعار بأنه منة عظيمة لا ينبغي لأحد أن يغفل عن شكرها) (٧).


(١) وهو استنباط في الرقائق.
(٢) فتح القدير ج ٥/ ص ١٢٢.
(٣) تيسير الكريم الرحمن ص ٨٢٤.
(٤) وسماه الرازي فائدة، وهذا يدل على أن الاستنباط قد يسميه المفسرون فائدة. ونص كلام الرازي: ({هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)} وفيه فائدتان:
إحداهما: تنبيه المؤمن أن ذلك اليوم على الكافر عسير فحسب، كما قال تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠)} [المدثر: ٩ - ١٠] يعني له عسر لا يسر معه.
ثانيتهما: هي أن الأمرين متفقان مشتركان بين المؤمن والكافر، فإن الخروج من الأجداث كأنهم جراد، والانقطاع إلى الداعي يكون للمؤمن فإنه يخاف ولا يأمن العذاب إلا بإيمان الله تعالى إياه، فيؤتيه الله الثواب، فيبقى الكافر فيقول:
{هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)}). التفسير الكبير ج ٢٩/ ص ٣١.
(٥) انظر: التفسير الكبير ج ٢٩/ ص ٣١، وإرشاد العقل السليم ج ٨/ ص ١٦٨، وروح المعاني ج ٢٧/ ص ٨١، وفتح البيان ج ١٣/ ص ٢٩١، وتيسير الكريم الرحمن ص ٨٢٤، وحدائق الروح والريحان ج ٢٨/ ص ٢٠٥.
(٦) وهو استنباط عقدي لأن فيه بيان مصدر التشريع والاحتجاج له.
(٧) فتح القدير ج ٥/ ص ١٢٧.

<<  <   >  >>