للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدراسة]

استنبط الشوكاني (١) من الآية أن الثلاثة الذين خلفوا حصل لهم بالصدق ما حصل من توبة الله.

ووجه الاستنباط: أن الله تعالى أمر بالصدق بعد أن ذكر توبته على الثلاثة الذين خلفوا؛ فدل بدلالة الربط بين هذه الآية وما قبلها من آيات أن الثلاثة الذين خلفوا حصل لهم ما حصل من توبة الله بالصدق.

ولهذه المناسبة حسن هذا الأمر بالكون مع أهل الصدق بعد قصة الثلاثة حين نفعهم الصدق، وذهب بهم عن منازل المنافقين (٢).

وممن قال بهذا الاستنباط: القنوجي، والهرري. (٣).


(١) واستنبط غيره استنباطات أخرى، منها:
١) إجماع الأمة حجة. ووجهه: أنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين، ومتى وجب الكون مع الصادقين فلا بد من وجود الصادقين في كل وقت، وذلك يمنع من إطباق الكل على الباطل، ومتى امتنع إطباق الكل على الباطل وجب إذا أطبقوا على شيء أن يكونوا محقين، فهذا يدل على أن إجماع الأمة حجة. انظر: التفسير الكبير ج ١٦/ ص ١٧٥.
٢) وجوب اتباع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. ووجهه: أن الله تعالى قال: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)} [البقرة: ١٧٧]، وهذه صفة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- المهاجرين والأنصار، ثم قال هنا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)}؛ فدل بدلالة التركيب على وجوب اتباعهم والاقتداء بهم. انظر: أحكام القرآن للكيا ج ٤/ ص ٢١٩، ٢٢٠، والإشارات الإلهية ج ٢/ ص ٢٨٦.
(٢) انظر: المحرر الوجيز ص ٨٩١، والجامع لأحكام القرآن ج ٨/ ص ٢٦١.
(٣) انظر: فتح البيان ج ٥/ ص ٤٢٠، وحدائق الروح والريحان ج ١١/ ص ٧٥.

<<  <   >  >>