(٢) فتح القدير ج ٥/ ص ٣٩١. (٣) واستنبط الزمخشري من المبالغة في وصف جبريل -عليه السلام-، وتركها في شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- على أفضلية جبريل -عليه السلام- على النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال الزمخشري: (وناهيك بهذا دليلا على جلالة مكان جبريل -عليه السلام- وفضله على الملائكة، ومباينة منزلته أفضل الإنس محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا وازنت بين الذكرين حين قرن بينهما وقايست بين قوله: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ … (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١)} [التكوير: ١٩ - ٢١] وبين قوله: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)}) انظر: الكشاف ج ٤/ ص ٧١٣. وهو مردود. قال البيضاوي: (وهو ضعيف إذ المقصود منه نفي قولهم). أنوار التنزيل ج ٥/ ص ٤٥٨. وقال الآلوسي: وقد علمت أن من شأن البليغ أن يجرد الكلام لما سبق له لئلا يعد الزيادة لكنة وفضولا، و لاخفاء أن وصف الآتي بالقول يشد من عضد ذلك أبلغ شد، وأما وصف من أنزل عليه فلا مدخل له في البين إلا إذا كان الغرض الحث على اتباعه، فلهذا لم تدل المبالغة في شأن جبريل -عليه السلام-، وعد صفاته الكوامل، وترك ذلك في شأن نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليمات على تفضيله بوجه. وقال بعضهم: أن المبالغة في وصف جبريل -عليه السلام- مدح بليغ في حق النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الملك إذا أرسل لأحد من هو معزز معظم مقرب لديه دل على أن المرسل إليه بمكانه عنده ليس فوقها مكانة. انظر: روح المعاني ج ٣٠/ ص ٦٠.