للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهذا التفسير وإن كبر حجمه فقد كثر علمه، وتوفر من التحقيق قسمه، وأصاب غرض الحق سهمه، واشتمل على ما في كتب التفاسير من بدائع الفوائد، مع زوائد فوائد وقواعد شوارد، فإن أحببت أن تعتبر صحة هذا فهذه كتب التفسير على ظهر البسيطة، انظر تفاسير المعتمدين على الرواية، ثم ارجع إلى تفاسير المعتمدين على الدراية، ثم انظر في هذا التفسير بعد النظرين؛ فعند ذلك يسفر الصبح لذي عينين، ويتبين لك أن هذا الكتاب هو لب اللباب، وعجب العجاب، وذخيرة الطلاب، ونهاية مآرب الألباب. وقد سميته: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (١).

[المنهج العام الذي اتبعه الشوكاني في تفسير الآيات]

يبدأ في تفسيره للآية أو الوحدة غالبا كما يلي:

١ - فضائل السورة.

٢ - القراءة.

٣ - اللغة.

٤ - الإعراب ثم الشواهد.

٥ - أسباب النزول.

٦ - النسخ.

٧ - المعنى الإجمالي، وترجيح الأقوال.

٨ - الأحكام المستنبطة من الآية.

٩ - الختم بالأحاديث النبوية والآثار. (٢).

وهو مع هذا يذكر كثيرا المناسبات بين الآيات، وغيرها من أنواع المناسبات، ويدلي بدلوه؛ فيرجح، ويستظهر، ويستنبط، ويعطي نفسه حرية واسعة في الاستنباط؛ لأنه يرى نفسه مجتهدا لا يقل عن غيره من المجتهدين (٣). وكثيرا ما يقدم خلاصة لما تضمنته السورة قبل الشروع في تفسيرها (٤).

[تقديم الدراية على الرواية]

إن قيل: كان الأولى تقديم الرواية على الدراية؛ فيمكن أن يُجاب على هذا بأن لتقديم الدراية وجوها:

الأول: أن الرواية التي يذكرها الشوكاني لا تستوعب كل ما في الآية مما يحتاج إلى تفسير، وكذلك لا تستوعب جميع الآيات، أما الدراية فهي بخلاف ذلك.

الثاني: أن بعض المروي ضعيف فلا يعتمد عليه.

الثالث: أنه قد يكون من باب ذكر الشيء ثم الاستدلال عليه، فلا يفهم من تقديم الدراية على الرواية الصحيحة تقديم الرأي على المأثور.

عناية الشوكاني بعلم المناسبات:


(١) انظر: فتح القدير ج ١/ ص ١٢، ١٣.
(٢) انظر: الإمام الشوكاني مفسرا ص ١٦٥.
(٣) انظر: التفسير والمفسرون للذهبي ج ٢/ ص ٢٨٨.
(٤) كما في سورة الفرقان. انظر: الإمام الشوكاني مفسرا ص ١٦٦.

<<  <   >  >>