للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وممن قال بهذا الاستنباط: ابن عادل-كما تقدم-، والقنوجي، والهرري. (١).

١٩١ - ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سنة أن يستكثر من الدعاء بقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥)} (٢).

قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥)} الأحقاف: ١٥.

قال الشوكاني -رحمه الله-: (وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سنة أن يستكثر من هذه الدعوات) (٣).

[الدراسة]

استنبط الشوكاني (٤) - رحمه الله- من الآية أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سنة أن يستكثر من الدعاء بقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥)}.

وممن قال بهذا الاستنباط: القنوجي، والهرري (٥). وأشار ابن كثير لمعنى قريب من هذا المعنى، فقال: (وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها) (٦).


(١) انظر: اللباب ج ١٧/ ص ٣٩٤، وفتح البيان ج ١٣/ ص ٢٢، وحدائق الروح والريحان ج ٢٧/ ص ٤٨ - ٥٠.
(٢) وهو استنباط في الدعوات والذكر.
(٣) فتح القدير ج ٥/ ص ١٨.
(٤) واستنبط غيره من قوله تعالى: {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} أن فيها إشارة إلى أنه لا يمكن للعبد أن يعمل عملا يرضي ربه إلا بتوفيقه وإرشاده. انظر: حدائق الروح والريحان ج ٢٧/ ص ٥٣.
(٥) انظر: فتح البيان ج ١٣/ ص ٢٣، وحدائق الروح والريحان ج ٢٧/ ص ٥٣.
(٦) تفسير القرآن العظيم ج ٦/ ص ٦٢٤.

<<  <   >  >>