(٢) فتح القدير ج ٢/ ص ١٥٠. (٣) واستنبط غيره من الآية استنباطات أخرى، منها: ١) أن في الآية تأديبا لمن يدعو إلى الدين لئلا يتشاغل بما لا فائدة له في المطلوب؛ لأن وصف الأوثان بأنها جمادات لا تنفع ولا تضر يكفي في القدح في إلهيتها، فلا حاجة مع ذلك إلى شتمها. انظر: التفسير الكبير ج ١٣/ ص ١١٥، ١١٦. ٢) في قوله تعالى: {كَذَلِكَ … زَيَّنَّا} نكتة سرية، وهي أن كل ما يظهر في هذه النشأة من الأعيان والأعراض، فإنما يظهر بصورة مستعارة مخالفة لصورته الحقيقية التي بها يظهر في النشأة الآخرة، فإن المعاصي سموم قاتلة قد برزت في الدنيا بصورة ما تستحسنها نفوس العصاة كما نطقت به هذه الآية الكريمة، وكذا الطاعات فإنها مع كونها أحسن الأحاسن قد ظهرت عندهم بصورة مكروهة لذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"، فأعمال الكفرة قد برزت لهم في النشأة بصورة مزينة يستحسنها الغواة ويستحبها الطغاة، وستظهر في النشأة الآخرة بصورتها الحقيقية المنكرة الهائلة، فعند ذلك يعرفون أن أعمالهم ماذا؟. فعبر عن إظهارها بصورها الحقيقية بالإخبار بها، لما أن كلا منهما سبب للعلم بحقيقتها كما هي، فليتدبر. انظر: إرشاد العقل السليم ج ٣/ ص ١٧٢.