للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨ - أول ما يجب بيانه، ويحرم كتمانه هو أمر التوحيد (١).

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا … وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (١٦٢) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ … وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا … هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)} البقرة: ١٥٩ - ١٦٣.

قال الشوكاني -رحمه الله-: (وقوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} فيه الإرشاد إلى التوحيد، وقطع علائق الشرك. والإشارة إلى أن أول ما يجب بيانه ويحرم كتمانه هو أمر التوحيد) (٢).

[الدراسة]

استنبط الشوكاني (٣) -رحمه الله- أن أول ما يجب بيانه، ويحرم كتمانه هو أمر التوحيد.


(١) وهو استنباط في الدعوة وفي العقيدة أيضا.
(٢) فتح القدير ج ١/ ص ١٦٢.
(٣) واستنبط بعض المفسرين مناسبة ختم آية {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ … وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا … هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)} بقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)}.
قال الرازي: (واعلم أنه سبحانه إنما خص هذا الموضع بذكر هاتين الصفتين؛ لأن ذكر الإلهية الفردانية يفيد القهر والعلو، فعقبهما بذكر هذه المبالغة في الرحمة ترويحا للقلوب عن هيبة الإلهية، وعزة الفردانية، وإشعارا بأن رحمته سبقت غضبه وأنه ما خلق الخلق إلا للرحمة والإحسان). التفسير الكبير ج ٤/ ص ١٦٠.
وقال غيره: ({الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)} كالحجة عليها؛ فإنه لما كان مولى النعم كلها أصولها، وفروعها، وما سواه إما نعمة أو منعم عليه؛ لم يستحق العبادة أحد غيره). أنوار التنزيل ج ١/ ص ٤٣٥ ومدارك التنزيل ج ١/ ص ٨٢، وروح البيان ج ١/ ص ٢٦٧، وتيسير الكريم الرحمن ص ٧٨.

<<  <   >  >>