للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اعتنى الشوكاني بالمناسبات الداخلية، والخارجية؛ ولذا تنوعت الاستنباطات في المناسبات عنده إلى أنواع:

• الاستنباطات في المناسبات الداخلية (داخل السورة):

١ - مناسبة اللفظ (١).

ومثال ذلك: مناسبة تخصيص هارون -عليه السلام- لفظ (الأم) بالإضافة في مناداته لموسى -عليه السلام-، مع كونه أخاه من أبيه وأمه؛ في قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)} [الأعراف: ١٥٠]، قال الشوكاني: (وإنما قال {ابْنَ أُمَّ} مع كونه أخاه من أبيه وأمه؛ لأنها كلمة لين وعطف، ولأنها كانت كما قيل مؤمنة) (٢).

٢ - مناسبة ختم الآية (٣).

ومثال ذلك: قول الشوكاني - في مناسبة خاتمة قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (٢٠٧)} [البقرة: ٢٠٧]-: (ووجه ذكر الرأفة هنا أنه أوجب عليهم ما أوجبه؛ ليجازيهم، ويثيبهم عليه، فكان ذلك رأفة بهم، ولطفا لهم) (٤).

٣ - المناسبة بين أجزاء الآية الواحدة (٥).

ومثال ذلك: قول الشوكاني -عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (١٣)} [غافر: ١٣]-: ({وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} يعني المطر فإنه سبب الأرزاق، جمع سبحانه بين إظهار الآيات وإنزال الأرزاق؛ لأن بإظهار الآيات قوام الأديان وبالأرزاق قوام الأبدان) (٦).


(١) انظر أمثلة ذلك في الاستنباطات رقم: ١٢، ٨٠، ١٥٣، ١٤٦.
(٢) فتح القدير ج ٢/ ص ٢٤٨. وانظر هذا الاستنباط برقم: ٨٠. والاستنباط رقم: ١٤٦ حيث استنبط الشوكاني مثل هذا الاستنباط من الآية ٩٤ من سورة طه.
(٣) انظر أمثلة ذلك في الاستنباطات رقم: ٦، ٧، ٥٣، ١١٩، ١٢٥، ١٦١.
(٤) فتح القدير ج ١/ ص ٢٠٩. وانظر هذا الاستنباط برقم: ٢١.
(٥) وانظر مثال آخر في الاستنباط رقم: ١٣٦.
(٦) فتح القدير ج ٤/ ص ٤٨٤. وانظر هذا الاستنباط برقم: ١٨٧.

<<  <   >  >>