أحدها: أنه مصدر مؤكد، أي: يوصيكم اللَّهُ بذلك وصية. الثاني: أنها مصدر في موضع الحال، والعامل فيها {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: من الآية ١١]. والثَّالِثُ: أنها منصوبة على الخروج- قال الآلوسي: المراد أنه خارج عن طرفي الإسناد فهو كقولهم: فضلة فلينظر- إما من قوله: {وَإِنْ كَانَ … رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} [النساء: من الآية ١٢]، أو من قوله: {فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ} [النساء: من الآية ١٢]. والرَّابعُ: أنَّها منصوبةٌ باسم الفاعل وهو {مُضَارٍّ}، والمُضَارَّة لا تقع بالوصيَّةِ بل بالورثة، لكنَّه لَمَّا وّصَّى اللَّهُ بالورَثَة جَعَلَ المُضَارَّة الواقعة بهم كأنها واقعة بنفس الوصيّة مُبَالَغةً في ذلك، وَيُؤيَّدُ هذا التخريج القراءة الشاذة: غير مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ. انظر: الدر المصون ج ٣/ ص ٦١٢، وروح المعاني ج ٤/ ص ٢٣٢. (٢) انظر: معاني القرآن للفراء ج ١/ ص ٢٥٨، وزهرة التفاسير ج ٣/ ص ١٦٠٧. (٣) انظر: جامع البيان ج ٦/ ص ٤٨٧، ٤٨٨.