للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والإتيان (١)، والمحبة (٢)، والغضب (٣). وهذا المنهج مناقض (٤) لمنهجه في رسالته: (التحف) في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل- وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم- حيث قال: مذهب السلف من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وتابعيهم، هو إيراد أدلة الصفات على ظاهرها من دون تحريف لها، ولا تأويل متعسف لشيء منها، ولا جبر، ولا تشبيه ولا تعطيل يفضي إليه كثير من التأويل. وكانوا إذا سال سائل عن شيء من الصفات تلوا عليه الدليل، وأمسكوا عن القال والقيل، وقالوا: قال الله هكذا، ولا ندري بما سوى ذلك، ولا نتكلف، ولا نتكلم بما لا نعلمه، ولا أذن الله لنا بمجاوزته. فإن أراد السائل أن يظفر منهم بزيادة على الظاهر زجروه عن الخوض فيما لا يعنيه، ونهوه عن طلب ما لا يمكن الوصول إليه إلا بالوقوع في بدعة من البدع التي هي غير ما هم عليه وما حفظوه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحفظه التابعون عن الصحابة، وحفظه من بعد التابعين عن التابعين (٥).


(١) قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠)} [البقرة: ٢١٠]: (هل ينتظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم من الحساب والعذاب في ظلل من الغمام والملائكة). فتح القدير ج ١/ ص ٢١٠. وانظر: منهج الشوكاني في العقيدة ص ٤٥٤ - ٤٦٠.
(٢) قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ … تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١)} [آل عمران: ٣١]: (ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران). فتح القدير ج ١/ ص ٣٣٣. وانظر: منهج الشوكاني في العقيدة ص ٤٦٦ - ٤٧٠.
(٣) قال عند قوله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦)} [طه: ٨٦]: (أي: يلزمكم وينزل بكم، والغضب: العقوبة والنقمة). فتح القدير ج ٣/ ص ٣٨٠. وانظر: منهج الشوكاني في العقيدة ص ٤٦٦ - ٤٧٠.
(٤) ولعل الذي أوقعه في هذا التناقض أنه وهو ينقل في تفسيره عن غيره من المفسرين فاته أن يدقق فيما ينقل.
(٥) انظر: التحف في مذاهب السلف ص ١٩.

<<  <   >  >>