للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأول: لأن عادة العرب التلطف بذكر الأم.

قال أبو حيان: (ناداه نداء استعطاف وترقق، وكان شقيقه. وهي عادة العرب تتلطف وتتحنن بذكر الأم كما قال:

يا ابن أمي ويا شقيق نفسي (١)

وقال آخر:

يا ابن أمي فدتك نفسي ومالي (٢)

وأيضا: فكانت أمهما مؤمنة) (٣).

الثاني: لأنه قول جمهور المفسرين.

قال أبو السعود -عند قوله تعالى: {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤)} [طه: ٩٤]-: (خص الأم بالإضافة استعظاما لحقها، وترقيقا لقلبه لا لما قيل من أنه كان أخاه لأم؛ فإن الجمهور على أنهما كانا شقيقين) (٤).

وقال الشوكاني -عند آية طه أيضا-: (ونسبه إلى الأم مع كونه أخاه لأبيه وأمه عند الجمهور استعطافا له، وترقيقا لقلبه) (٥).


(١) وتمامه: أنت خلفتني لدهر شديد. والبيت لأبي زبيد الطائي وهو حرملة بن المنذر، وقيل: المنذر بن حرملة، والصحيح حرملة بن المنذر بن معد يكرب، كان نصرانيا، وعلى دينه مات، وكان من المعمرين، وهو ممن أدرك الجاهلية والإسلام فعد في المخضرمين، استنشده عثمان فأنشده قصيدة فيها وصف للأسد، توفي سنة ٦٢ هـ. انظر: الأغاني ج ١٢/ ص ١٥٠، ١٥١، ومعجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة ٢٠٠٢ م ج ٢/ ص ٢٤.
(٢) وتمامه: كنت ركني ومفزعي وجمالي. والبيت للسيد الحميري، أبو هاشم، أو أبو عامر، إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة الحميري، شاعر إمامي متقدم، قد أخمل ذكر الحميري وصرف الناس عن رواية شعره إفراطه في النيل من بعض الصحابة وأزواج -صلى الله عليه وسلم-، وكان يتعصب لبني هاشم تعصباً شديداً، وأكثر شعره في مدحهم، وذم غيرهم ممن هو عنده ضدهم، توفي سنة ١٧٣ هـ .. انظر: معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة ٢٠٠٢ م ج ١/ ص ٢٨٥، ٢٨٦. ومعجم الشعراء المخضرمين والأمويين ص ١٦٥.
(٣) البحر المحيط ج ٤/ ص ٥٠٠.
(٤) إرشاد العقل السليم ج ٦/ ص ٣٨.
(٥) فتح القدير ج ٣/ ص ٣٨٣.

<<  <   >  >>