للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووجه الاستنباط: أن إبراهيم -عليه السلام- سأل الله تعالى مسائل عدة، ودعاه بدعوات جعل أولها طلب الأمن، فقدم الأمن على غيره من المطالب الهامة؛ فدل بدلالة التقديم على أن طلب الأمن مقدم على سائر المطالب المذكورة بعده؛ لأنه إذا انتفي الأمن لم يفرغ الإنسان لشيء آخر من أمور الدين والدنيا.

وممن قال بهذا الاستنباط: القنوجي، والهرري. (١).

والقرآن بخبره وأسلوبه دل على أهمية الأمن، ومن ذلك:

١ - أنه وصف المكان هنا بالأمن، والأمن للسكان لا للمكان؛ فدل هذا الوصف على أهمية الأمن وسيادته (٢).

٢ - تكرار طلبه من خليل الله إبراهيم -عليه السلام-، إذ طلبه مع البلدية أولا في سورة البقرة، ثم طلبه ثانيا هنا بعد أن تحققت البلدية. قال الآلوسي: (وأعاد سؤاله- أي الأمن في هذه الآية- دون البلدية رغبة في استمراره لأنه المقصد الأصلي، أو لأن المعتاد في البلدية الاستمرار بعد التحقق بخلافه، وإما غيره بأن يكون المسئول أولا مجرد الأمن المصحح للسكنى، وثانيا الأمن المعهود) (٣).


(١) انظر: فتح البيان ج ٧/ ص ١٢١، وحدائق الروح والريحان ج ١٤/ ص ٤١٦.
(٢) انظر: زهرة التفاسير ج ٨/ ٤٠٣٥.
(٣) روح المعاني ج ١/ ص ٣٨١.

<<  <   >  >>