ولا تعارض بين الأقوال التي ذكرها الشوكاني؛ إذ يجوز أن يكون العذاب الذي حل بهم شديدا متتابعا خالط لحومهم ودمائهم، وهو مع كل هذا قليل بالنسبة لعذاب الآخرة.
وقد نبه الآلوسي إلى أن هذا المعنى المستنبط لا يأباه التعبير بالصب الدال على الكثرة، فقال: وتسمية ما أنزل سوطا قيل: للإيذان بأنه على عظمه بالنسبة إلى ما أعد لهم في الآخرة كالسوط بالنسبة إلى سائر ما يعذب به، أو أن إضافة السوط إلى العذاب تقليل لما أصابهم منه ولا يأبى ذلك التعبير بالصب المؤذن بالكثرة لأن القلة والكثرة من الأمور النسبية (١).