مع التنبه إلى أن طريق الاستنباط يمكن أن يكون طريقين أو أكثر.
٤ - ترتيب دلالات الاستنباط عند الشوكاني حسب الأكثر استعمالا كما يلي: أكثرها استعمالا دلالات علوم القرآن، ثم دلالة مفهوم المخالفة، ثم دلالة مفهوم الموافقة، ثم دلالة الالتزام، ثم دلالة التركيب، ثم دلالة الاقتران، ثم دلالة السياق، وأخيرا دلالة التضمن، ودلالة عدم الذكر.
٥ - يتمثل موقف الشوكاني من استنباطات من سبقه في ثلاثة مواقف:
الأول: الاستنباطات التي نقلها دون أن يظهر معها ما يدل على موافقته أو رده لها.
الثاني: الاستنباطات التي ردها ردا صريحا.
الثالث: الاستنباطات التي تأثر فيها بمن سبقه. وهذه على قسمين:
أحدهما: الاستنباطات التي تأثر فيها بغيره وصرح بذكره.
ثانيهما: الاستنباطات التي تأثر فيها بغيره ولم يصرح بذكره.
٦ - تأثر الشوكاني باستنباطات بعض الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- في مواضع قليلة، كما تأثر في الاستنباط بعدد من المفسرين في كثير من المواضع، ويمكن ترتيب المفسرين حسب الأكثر تأثيرا في استنباطات الشوكاني على النحو التالي: القرطبي - وهو أكثر من تأثر به، إذ أن ما يقارب نصف استنباطات الشوكاني أفادها من القرطبي- ثم أبو السعود، ثم الرازي، ثم البيضاوي، ثم ابن عطية والبقاعي، وأخيرا الزجاج.
٧ - الشوكاني ليس معارضا للمناسبة، بل هو من المؤيدين لها، ويدل على هذا أمور:
الأول: أنه اعتنى في تفسيره كثيرا بأنواع المناسبات الداخلية، والخارجية، ومن هذه الأنواع: مناسبة اختيار اللفظ، المناسبة بين المقسم والمقسم به، مناسبة ختم الآية، المناسبة بين الآيات، مناسبة آخر سورة بفاتحة التي تليها.
الثاني: أنه دعا إلى استخراج المناسبة، وإعمال الفكر لمعرفتها.
الثالث: أنه أثنى في كتابه (البدر الطالع) على كتاب البقاعي (نظم الدرر) ونص على أنه أفاد منه، بل إن الشوكاني لم يكتف بالأخذ عن البقاعي وإنما استنبط مناسبات لم يذكرها البقاعي مما يدل على اعتنائه بذكر المناسبات.
والأولى أن يحمل كلامه الشديد الذي يوهم ظاهره أنه ينفي المناسبة على المناسبات التي فيها تكلف، وتطلب ربط آيات بعيدة عن بعضها في الترتيب، أما ما عدا هذه الصورة فهو لا يرده ولا ينكره.
٨ - تميزت استنباطات الشوكاني بأمور، أبرزها:
أ - أنه انفرد بأربعة عشر استنباطا.
ب - تميز عدد كبير من استنباطات الشوكاني باستنباط المناسبات الخفية بأنواعها المختلفة، وإذا ما نظرنا إلى هذا العدد الكبير من استنباطات المناسبات الخفية وضممناها إلى المناسبات الظاهرة التي يعتني بها الشوكاني كثيرا في تفسيره -والتي لا تدخل ضمن الاستنباطات-؛ فيمكن عد تفسير الشوكاني مصدرا من مصادر معرفة المناسبات.