أما الوالي فإنه لما رأى الحال على تلك الصورة لجأ إلى أحد المساجد فطلبوا إليه أن يطاوع الإمام وإلا يعامل معاملة الأسير فاستمهلهم ساعة قبل الجواب فلما أمهلوه انتحر.
قبض الإمام على زمام الأمر في نزوة ولما قرت فيها قدمه أرسل يقول لسكان بيت سليط إما الطاعة وإما الحرب. فسالموه وأطاعوه. ثم سار وقد قسم جنده إلى طائفتين وجه الطائفة الأولى إلى (بركة الموز) والطائفة الأخرى إلى الرستاق وما كادت تصل تلك الجنود إلى تلك الديار إلا وانقاد سكانها للهاجمين بدون معارضة. ثم زحفوا على بلاد الحزم فبايع أهلة الإمام ثم زحفوا إلى ولاية الغوابي فلم يقاومهم فيها أحد. وفي تلك الأثناء كانت الطائفة الثانية من الجند قد زحفت من (بركة الموز) إلى (ولاية تركي) وقالوا لواليها: إن أنت وافقتنا على أنرنا أقمناك إماماً. فسلمهم القلعة بدون محاربة وللحال لفوا رأسه بعمامة وقالوا له:(كن مستعداً لأن تكون خليفة (!!!) بعد إمامنا هذا (!).
لما سمع السيد فيصل هذه الأمور جيش جيشاً فيه ٥ آلاف جندي وأمر عليه ابنه السيد ناذر فلما وصل إلى قرب موقع الإمام الجديد في (سمائم) قلب له جيشه ظهر المجن فانحاز إلى جيش الخصم ولم يبق معه إلا فرقة من البلوص وأولاد بني سعيد وكلهم لا يتجاوز عددهم التسعين. فلما رأي هذه الخيانة لجأ إلى حصن سمائم فدخلة ولبث فيه محصوراً منتفعاً بالمدافع التي كانت هناك دفعاً لهجمات عدوه الشديدة.
أما قبائل ذلك الموطن فإنها لم تنفعه فتيلاً لأنها كلها خانته وانحازت إلى الإمام الجديد الذي اشتد ساعده لما رأى من الفوز المبين ومع ما توفق له من انضمام القوم إليه لم يستفد من محاصرة السيد ناذر عظيم فائدة لأنه كان يدحرهم شر دحر بما كان يمطره عليهم من قذائف مدافعه. ولهذا رأى الإمام من الأوفق له أن يتركه وشأنه ويحاصر البلد محاصرة ضيقة بحيث يبقى السيد ناذر وهو في حصنه في بؤرة البلد.