للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - رمضان في بغداد

رئى في بغداد في رمضان هذه السنة ما لم يكن يرى سابقاً في دار العباسيين وذلك أن أناساً كثيرين كانوا لا يبالون بالإفطار في الأسواق والشوارع لا بل كانت اغلب مشارب القهوة مفتوحة الأبواب لأمثال هؤلاء بدون أدنى معارض. فهل تدوم هذه الأحوال على هذا المنوال؟

٨ - النهب في الولاية

في نحو العشر الثالث من شهر آب بينما كانت إحدى القوافل صاعدة نحو الموصل هجم عليها بعض قطاع الطرق في موضع اسمه الناظريات يبعد عن خان المشاهدة بضع ساعات قتل فيه رجل وجرح آخر ونهبت الأموال كلها وليس هنا من يعقب هذه الأمور المخلة بالراحة العامة وفي نحو أوائل أيلول أغار الضفير على قافلة قادمة من حلب فنهبوها في جوار عانة وتقدر المنهوبات بعشرة آلاف ليرة.

وفي نحو منتصف أيلول هجم ثلاثة من الأشقياء من عشيرة بني تميم علي حمدي بك الباجه جي الذي كان معه أحد المهندسين وأخذوا منهما كل ما كان عليهما من ذلك: ١٤ ليرة عثمانية وساعة ذهب وخاتم ثمين وجرى كل ذلك في مكان لا يبعد كثيراً عن قضاء الكاظمية. وبعد أسبوع سلبت العجلات التي كانت تحمل بياعات التجار فوق قضاء عانة بساعتين وأخذوا خيلها. وفي ١٣ تشرين ١ خرج بعض الأشقياء على ١٣ عجلة كان فيها زوار وعدد من المبذرقة عند (تلغرف) بقرب الكاظمية فوقع بين المبذرقة واللصوص قتال شديد أسفر عن قتل جندي وفرار الأشقياء وعود العجلات إلى الكاظمية.

٩ - العرب واللغة التركية

أنشأ بعض البغداديين لجنة غايتها تخليص اللغة العربية من الألفاظ الأعجمية لتقريب لغتهم من اللغة الفصحى ووضعوا على من يخالف هذه القاعدة عشر بارات على كل كلمة دخيلة يستعملها في كلامه إعانة لمدرسة زهرة الكرخ التي نوى تأسيسها. فما كان من بعض المفسدين إلا أن شيعوا أن القصد من هذه اللجنة محاربة اللغة التركية ومنع انتشارها فبثوا العيون والرصد بغية الوقوف على نيات أولئك الغير على اللغة الفصحى فرجعوا عن آمالهم بما رجع به حنين. أصلح الله شأنهم. (ملخصة عن المصباح)

١٠ - هدايا السيد طالب

في هذه الأيام مرجفون كثيرون في بغداد إلقاء الفساد بين قوم وقوم ومن جملة ما نفروا منه القلوب وأشاعوه من أخبار هدايا السيد طالب من آل النقيب في البصرة وقد قالوا إن السيد المذكور أرسل مع الملازم الوطني محمود أفندي ٨٠٠ ليرة عثمانية وعشر ساعات من ذهب ليهديها إلى بعض رجال بغداد استمالة لقلوبهم إلى السيد البصري. وكان من جملة الذين أنعم عليهم بساعة من هذه الساعات عبد الرحمن باشا الحيدري ولما سئل هذا السيد الفاضل عن حقيقة الأمر قال: إذ هذا يعد إهانة لمقامي وإن الساعة لا يقبلها أحد خدمي إذا كان وراءها مثل هذه الغاية الذميمة فكيف بي وأنا من بيت علم عريق في الشرف والسؤدد. ولهذا أطلب إلى أولي الأمر أن يطلعوني على اسم المخبر لأقيم عليه الدعوى

واعلمه نتيجة إشاعة مثل هذه الأراجيف فلم يسمع بعد ذلك للخبر المذكور ما يقلق الخواطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>