أكل عليه الدهر وشرب ونسج عنكبوت العتق عليه بيته فلم يبق فيه عظيم فائدة والذي وجدناه اقرب إلى الحق ما جهر به فريدريك دليج الألماني أن فلسطين كان في الأصل اسم قوم نزل الجنوب الغربي من فلسطين الحالية فسمي الموضع باسم نازليه. وقد ورد في الرقم الآشورية بصورة (مات فلسط وفلسط وفلسط)(مات بفتح فألف وتاء مبسوطة ساكنة. وفلسط الأولى بفتحتين فسكون فضم؛ والثانية بكسرتين فسكون فضم؛ والثالثة بكسرتين فسكون ففتح).
٩ - وجاء في ص٤٨:(وقيل سمي الشام شاما لأنه عن شمال الكعبة والشام لغة في الشمال. . .) ونحن لا نجرؤ أن نقول: الشام لغة في الشمال؛ بل نقول مثلا الشام مرادف للشمال ثم قصروا اللفظة فقالوا (شم) ثم مدوها ليجعلوها على ثلاثة حروف فصارت شلما. وهذا الرأي مع غيره ضعيف والأرجح أنه سمي بسام بن نوح. ثم قال حضرته بعنوان: معنى الشام وجمعه؛ واختصرت العرب من شامين الشام؛ وغلب على الصقع كله (ياقوت) والذي أطلع على ما كتب المؤلف لا يرى أنه قال قبل هذا النص قولا يفيدنا عن (شامين) شيئا؛ بخلاف ياقوت فإنه قال قبل إيراد هذه الجملة:. . . وانخزل تسعة أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين وبها سميت الشام. . . فاختصرت العرب من شامين. . . إلى آخر الكلام. وبهذه الصورة تفهم عبارة صديقنا؛ وإلاَّ تكون مبتورة لا تفيد فتيلا.
١٠ - وفي ص٤٩ جاءت بهسنا مكتوبة بصورة الياء في الآخر والشائع أنها بالألف القائمة للإشارة إلى أصلها الارمي. وما كان كذلك يرسم في أغلب الأحايين بالألف القائمة. وقال
فيها (بل حد الشام ينتهي بسفوح جبال طوروس المعروفة بالدروب عند العرب. . .) قلنا: إن المؤلف هنا عمم مع أن الدرب قد ورد اسما لعدة مواطن أو لعدة مضايق في الجبال. نعم قال ياقوت: وإذا أطلقت لفظ الدرب أردت به ما بين طرسوس وبلاد الروم لأنه مضيق كالدرب. . . فهذا لا يدل على سفوح جبال طوروس كما استنتج صديقنا العزيز بل المضايق التي ترى هناك. ثم إننا لا نرى سبب اتخاذ كلمة (طوروس) بدلا من كلمة جبل التي عرفها العرب. فإذا كان حريصا على اتخاذ (مجريط) في موطن مدريد؛ فما احراه