أن يقول جبل (من باب حذف أداة التعريف) في هذا المعنى وقد ذكره أبو الفداء في تقويمه في ص٧٠ من طبعة باريس. وهناك ملاحظة أخرى أن (طورس) لفظة سامية الأصل من (طور) ومعناها جبل فلا نرى سبب إبقائها على إفرنجيتها ولو قال (طورس) والأحسن (طور) لخفت وطأة العجمة، تلك العجمة التي نحن في مندوحة عنها.
١١ - وعجبنا من قوله في ص٥٠ (شاطئ البحر الأبيض المتوسط) فقوله (البحر الأبيض) في موطن بحر الروم وهو الاسم المشهور عند سلفنا غريب جدا. فتسميته بالبحر الأبيض تسمية تركية مغولية تورانية طمطمانية لا حق لها من الصحة أبدا. وقد استهونا قول الكتاب المعاصرين (البحر المتوسط) من باب الترجمة من الإفرنجية. وسبب التسمية معقول لأنه يتوسط آسية وأفريقية وأوربة أو بعبارة أخرى يتوسط الأرض المعروفة في القديم، لكن تسميته بالبحر الأبيض هي في غير محلها.
ثم إن المطبعة قد ضبطت كلمة شاطئ بياء منقوطة يليها همزة واقعة وراء الياء فيأتي وزن اللفظة حينئذ فاعيل لا فاعل. والطابع قد جرى على هذا الأسلوب القبيح في جميع الألفاظ المنتهية بهمزة مكسور ما قبلها فقد كتبها دائما بياء ثم أعقبها بهمزة ولا أظن أن صديقنا التفت إلى هذا الرسم المخل بقواعد الصرف والنحو معا. وتكرير هذا الغلط جاء مئات لا عشرات!
١٢ - في ص٥١ قال كاتبنا:(وهذا الحد مصنع كل التصنيع) والذي نعرفه أن صنع بهذا المعنى عامي قبيح لم نجد له أثرا في مدونات الفصحاء، ولو قال وهذا الحد موضوع كل الوضع أو مختلق أو مفتعل أو موهوم أو نحو ذلك لاستغنى عن لغة العامة.
وذكر في تلك الصفحة مساحة الشام عند الأقدمين، ولم يذكر لنا في أي عصر من عصور
التاريخ. فلقد اختلفت مساحته باختلاف القرون والأزمان وأجيال الناس، فكان يحسن بالصديق أن يبين مساحته مع تحديد عصره ولهذا اختلفت الأقوال في تقدير طوله وعرضه. وضبطت اجأ وزان سحاب أي أنها وردت مكتوبة هكذا (اجاء) والصواب (اجأ)(أي وزان سبب) وهو أشهر