فهذا نص واضح على معرفة العرب في عهد العباسيين لكلمة (جاويش)
وقد جاءت في بعض الكتب بالشين بدلا من الجيم التي هي على الحقيقة جيم فارسية مثلثة النقط. وأما بالشين فقد وردت في رحلة ابن بطوطة قال (وترتيب قعود هذا الملك (ملك اليمن) أنه يجلس فوق دكانة مفروشة مزينة بثياب الحرير وعن يمينه ويساره أهل السلاح. ويليه منهم أصحاب السيوف والدرق ويليهم أصحاب القسي. وبين يديهم في الميمنة والميسرة الحاجب وأرباب الدولة وكاتب السر وأمير جندار على رأسه. والشاوشية وهم من الجنادرة وقوف على بعد) اه (١٧٤: ٢).
وابن بطوطة توفي سنة ٧٧٩ (١٢٧٧م) فهذا نص آخر على قدم اللفظة في ديار الشرق حتى في أصقاع اليمن على ما رأيت.
وأما معنى الكلمة فقد اختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والكلمة من أصل تركي لاشك فيه، على أنه قد يؤول له تأويل في العربية لكنه لا يخلو من التعسف.
ومما تقدم شرحه ترى إنها لم تقتل إلاَّ لأصلها التركي، كأنها اللفظة الوحيدة الدخيلة في لغتنا. ولم يعلموا أن هناك مئات منها ومن لغات متنوعة وهي حية ترزق.
ما معنى الصويرة
س - على دجلة بليدة هي قضاء تعرف باسم الصويرة فما معناه؟
بغداد: س. ك
الجواب - هذه الكلمة من غريب ما لعبت به طوارئ اللغة. فالكلمة اصلها (صيرة) ثم صغرت على مألوف عادة أهل البادية في العراق. وصيرة مصحفة عن (زيرة) المقصورة عن (جزيرة) بحذف الجيم من الأول. وسميت جزيرة لأن المياه تحيط بها من كل جانب. فلو لم نتتبع سنة بسنة هذه التحولات في اللفظة لما كنا نهتدي إليها. فقد كانت يوما تسمى (الجزيرة) ثم صارت (زيرة) ف (صيرة) ثم (صويرة).
أما رأي البحاثة يوسف غنيمة فالصيرة عنده مشتقة من الصير بمعنى الماء