عن لزوم أتباع الرقي البصري في خطاب أورده في بغداد عقب قراءة فرمان توليته على العراق. ولعله أراد بذلك أن يشير من طرف خفي بما عند الحكومة من الوسائل الجديدة لاستمالة من كان يظن فيه المخالفة لآرائه.
ومما قام به هذا الوالي في باب إدارة العشائر أنه أستقدم إلى بغداد الشيخ ناصر باشا المتربع على مسند المشيخة يومئذ وكان قد بقي من مدة مشيخته مدة قليلة فقدم الشيخ ناصر باشا في ٢١ ربيع الأول سنة ١٢٨٦ (١٨٦٩م) فأبان له الوالي خطة التجدد التي يجب السير عليها فرغبة في قبول تحويل المشيخة إلى متصرفية بالفعل لا بالاسم مع بناء حاضرة في أرجاء المنتفق تسمى (الناصرية) وعدد له حسنات الاستقرار في موضع والعدول عن الحل والترحال والسعي وراء ترقية الزراعة. فتفرس الشيخ ناصر باشا في الأمر ففقهه وعلم أم وراء الأكمة ما وراءها من أن الحكومة قد صممت على ما ترتبه وأن وسائل المقاومة التي لديه لا تجديه نفعاً فلا ممكن من ردع الحكومة عن مبتغاها فأنصاع للأمر وعين متصرفاً وعين معاوناً له قائم مقام الهندية السابق صاحب الرفعة عبد الرحمن بك ونائباً عبد القادر أفندي الآلوسي ومحاسباً الحاج سعيد أفندي من موظفي محاسبة الولاية.
وفي ٢ جمادي الأولى من تلك السنة ركب ناصر باشا الدخانية عائداً إلى المنتفق وفي ١٧ من الشهر شخص من بغداد إلى المنتفق المحاسب الحاج محمد سعيد أفندي ومعه رفقاؤه الكتبة ثم أسفرت الحالة عن أجراء الترتيبات والتنظيمات الإدارية أسوة ببقية الألوية طبقاً لنظام الولاية. وجاء في ذلك التطور بناء الناصرية وتفويض الأراضي الأميرية بسندات الطابو تبعه القانون.
مر بك في ما تقدم تطور المشيخة حتى صارت متصرفية ليست أذن المتصرفية بنت
الساعة - كما يظنها كثيرون وينسبها بعضهم إلى استسلام ناصر باشا -