للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الغول

وصورت لي (الغول) بصورة رجل يشد على رأسه عقالاً وكوفية ويأخذ معه سلاحاً على الغالب وهو يسكن المغاور والكهوف ويتنقل في البيد بسرعة البرق مفتشاً عن إنسان، حتى إذا صادف واحداً من بني آدم حدثه بأعذب الكلام والطف العبارات وجره إلى مغارته أو كهفه حيث يلاقي حتفه فيكون شواء لذيذاً وطعاماً سائغاً، وقالت عن وجهه: أنه يشبه وجه الكلب ولهذا يسدل عليه برقعاً فيه وصواصان (والوصواص خرق في البرقع بمقدار عين تنظر فيه) أما أرجله فكأرجل الإنسان استقامة إلا أن ظلفين يقومان مقام القدمين. والغول يخاف (المسحاة) فإذا عرفه الرجل وصاح بأعلى صوته (أين المسحاة؟) فّر الغول هرباً ولم يلتفت إلى ورائه.

٤ - السعلوة (السعلاة)

وصورت لي (السعلوة) بصورة امرأة طويلة سوداء ذات شعر كثيف طرطبة أي ذات ثديين عظيمين كل واحد منهما أكبر من الزق بل كالدن الكبير والسعلوة تسكن تحت الماء وهي تحوم حول الأجراف لتخطف رجلاً تتخذه لها بعلاً أما إذا عثرت على امرأة فأنها تمزقها وتأكلها، وقد ذكرت لي أخباراً لتقنعني بوجودها، فقد قالت لي أن إحدى النساء حدثتها عن خروج (السعلوة) في (بروانة) وقد اشتركت في اللطم والنواح على رجل كريم من أهل (بروانة) و (بروانة) بليدة واقعة على الفرات في أنحاء هيت وعانة واّلوس. قالت وقد وقفت (السعلوة) تنوح وتنشد:

تبكي الحديثة وعانة ... على القرم ابن بروانة

على الذي عيش (السعلوة) ... ومن بعده ما كانا

<<  <  ج: ص:  >  >>