للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت أيضاً: أن سعلوة جلست ذات يوم على جرف نهر دجلة وجلست على الجرف الآخر سعلوة أخرى فخاطبت الواحدة الأخرى طالبة منها (سفوفا) لابنها:

فقالت لها: (خيي خواتي) - أي يا أختاه.

فأجابتها الأخرى: (عزي وحياتي)

فقالت لها: (عندج علايج للصلايج أمسى يعالج من أفاده) - أي أعندك علاج للصلايج (وهو ابنها) فقد أمسى يقاسي (يعالج) آلاماً أصابت فؤاده.

فقالت لها الأخرى: حالفة بأبنائها الخمسة: لا اثر للعلاج لدي. وهذه عبارتها:

(وحق زيدح. زمديدح. مكة. والحبش. والطير. ما عندي غبارة) أي لا أملك شيئاً ولو بقدر ذرة الغبار.

٥ - خرافات أخرى

اجل: بهذه العجائب كانت تحدثني جدتي. وقد فتحت عيني متتبعاً لبعض العوائد من ذلك أن أهلي كانوا لا يخيطون لي ثوباً يوم الثلاثاء.

ولا يرحلون بي إلى بلد آخر يوم الجمعة.

وكانوا لا يعطون الجار (ملحاً) إذا اجنح العصر أو قارب المساء.

وإذا صرخ بي أستاذي أو ضربني أبي قالوا (اخترع) أي فزع فجاءوا (بالحرمل) واحرقوه بالنار وأداروه على رأسي ثلاثا.

وكانت التمائم والحروز والطلاسم لا تفارق صدري.

وكنت اشتركت مع الرجال والنساء عند قيامهم بتمثيل دور (حمير الشيجي) الذي سأحدثك عنه قريباً.

وبالجملة فقد كنت في الصغر صبياً خرافياً اعتقد بكل ما كانوا حدثوني به بيد أني نشأت وفي نزعة شديدة إلى معرفة هذه الأمور الخفية والأسرار الغامضة.

٦ - انقشاع سحب الخرافات عن فكري

فلما بلغت العاشرة جيء بي إلى بغداد فولجت أبواب المدارس ونلت من العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>