للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشعب المصري ثورته الوطنية المعلومة فلم تر السلطة بداً من الإفراج عن هؤلاء الأقطاب في ٧ نيسان سنة ١٩١٩ وأجيز لهم فوق ذلك السفر إلى المؤتمر فركبوا البحر قاصدين باريس في ١٢ نيسان سنة ١٩١٩.

وفي هذه الأثناء أرسلت الحكومة البريطانية لجنة اللورد ملنر إلى مصر للتفاهم مع المصريين فقاطعتها الأمة، فعادت إلى لندن ودعا الإنكليز سعد ورفاقه الذين كانوا في أوربة مؤلف الوفد المصري المطالب بحقوق مثر إلى العاصمة البريطانية وعرض هناك اللورد ملنر مشرعه على سعد فرفضه وعاد إلى بلاده سنة ١٩٢٠ فاستقبل استقبالاً عظيماً لم تشهد أرض النيل مثله.

وقبل أن يعلن الإنكليز تصريح ٢٨ شباط ١٩٢٢ اعتقلوا سعد وأبعدوه إلى جزيرة سيشل ونقل منها إلى جبل طارق.

وظل الشعب المصري يلح في مطالبه الوطنية حتى وضع الدستور ودعي زغلول باشا بعد عودته من منفاه - جبل طارق - إلى رئاسة الوزارة فكانت الوزارة السعيدية الوزارة الدستورية الأولى، فأدار سعد سكان سياسة البلاد المصرية إلى أن وقعت حادثة مقتل السردار السر لي ستاك فسقطت وزارته وتألفت الوزارة الزيورية وتعرضت البلاد المصرية إلى خطر الاستبداد وإلغاء الدستور لولا أن تداركها عقلاء الساسة وفي مقدمتهم سعد زغلول باتفاق الأحزاب السياسية سنة ١٩٢٥ فوقفت في وجه الطاغية المستبد وأضطر الإنكليز إلى الرضوخ لصوت الأمة المتحدة فأعيدت انتخابات البرلمان المصري

ففازت سياسة سعد فوزاً مبيناً ثانياً.

ومن مآثره أهن شكا اختلال الأوقاف إلى اللورد كتشنر.

ولقد سعد الفقيد بزوج قامت في خلال نفيه بإعماله فكانت في ذلك الوقت عاملا سياسياً يعتد به.

ومن المشروعات التي اشتغل سعد بها لتعزيز الثقافة في مصر تأسيس الجامعة المصرية التي تطورت الآن بشكل ضخم بحيث أصبحت تعد من مفاخر الشرق العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>