للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إنه حماية بالثلث) ثم قوله في إحدى المفاوضات (جورج الخامس يفاوض جورج الخامس).

تجسمت في سعد فكرة في عصره بكل قوة الإيمان الوطني لذلك آمن الشعب به وقدس آماله في شخصه، لذلك لم يمت سعد لأنه فكرة هذه الآمال المتجددة وفي نفس الشعب، وسعد حري بهذه المكانة التي بوأه الشعب إياها فقد كان عظيماً منذ نشأ عظيماً حتى مات).

(كان زعيما بفطرته، يساير الشعب ثم يملك زمامه ويستولي على قياده ويسير به إلى حيث يشاء فلا ينبو الشعب في كفه، أيسع غير قوة جبارة أن تطوي كل قوة أخرى وأن تثور بها الأعاصير من كل ناحية فتثبت وتصلب وتجمع في نفسها على الرغم من كل شيء قوة الحكمة وقوة الشعب وقوة (البرلمان) حتى لقد كان يسعه أن يقول انه مصر.

و (أن التأريخ سيعتبر (سعد زغلول) بلا ريب أعظم شخصية أنجبتها مصر الحديثة (فلقد كان للمترجم عنه نفوذ مغناطيسي على المصريين وكانت مواهبه تبدو في نداءاته للرأي العام أكثر مما تبدو في المفاوضات (الدبلوماسية) الدقيقة ويمكن أن نصف حياته السياسية بأنها تقدم من المحافظة إلى التطرف وقد وصفه (اللورد كرزن) ذات مرة بأنه (زعيم غير مسؤول للهياج).

وحسبك أن تقرأ قول جريدة التايمس فيه عام ١٩٠٦ فتعرف من خسرت مصر اليوم (زغلول من شيعة محمد عبده الذين امتازوا بالارتقاء والتهذيب وهم الذين سماهم اللورد كرومر (فريق الجيروند) في النهضة الوطنية المصرية، وهو مصري عريق في وطنيته أجمع الناس على إكرامه والإعجاب به لما اشتهر عن من الاستقامة والاستقلال).

وأحسن شهادة في الرجل قول (اللورد كرومر) العميد البريطاني في مصر

<<  <  ج: ص:  >  >>