(وإني لأذكر أيها السادة اسم رجل قد علمتني معاشرتي القصيرة له أن أحترمه احترماً عظيماً، وإذا أصاب ظني ولم يخطئ يكون أمام ناظر المعارف الجديد سعد زغلول باشا مستقبل عظيم في سبيل خدمة هذه البلاد ومنفعتها لأنه حائز لجميع الصفات اللازمة لخدمة
بلاده، فهو رجل صادق كفو مستقيم مقتدر، بل هو رجل شجاع فيما هو مقتنع به).
كان سعد زغلول رجلا اجتمعت فيه صفات جليلة قومت تلك الشخصية الكبيرة، منها: الجلادة والقوة الأدبية مع جد ونشاط في الشباب والشيخوخة إذ كان في شيخوخته أنشط من كثير من الشبان مع ملكات ومواهب نادرة ممتازة كالذكاء وسرعة الخاطر وحدة الذهن وحضور الجواب وفصاحة متدفقة ومنطق خلاب مع شيء من الصلابة والقوة والعنف (أفاده في ظروف حياته كما جنى عليه في بعض ظروفها).
وكان محدثاً عذب الحديث، فكان حاضر النكته رقيق المعاشرة.
ومن براعته في الجدل انه كان لبقاً شديد المراس تعرض عليه الحجة محاولاً نقض رأيه فما يلبث أن يعدل بحجتك حتى يتخذها سنداً لرأيه وقد نوه بخلال سعد السرية (قاسم أمين) لما أهدى إليه كتابه (المرأة الجديدة) فقال في كلمة الإهداء: (أن السعادة كل السعادة في حوار من كان له عاطفة سعد وتفكيره وقلبه).
ومن أقواله المأثورة:
كل أمر يقف في طريق حريتنا لا يصح أن نقبله مطلقاً مهما كان مصدره عالياً ومهما كان الأمر به.
كل تقييد للمصريين لابد أن يكون له مبرر من قواعد الحرية نفسها وإلا كان ظلماً.
قد عاهدت الله منذ أن نشأت على أن أًرح بما في ضميري وهذه هي لذتي في حياتي.