للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القافية أكثر مما يتصرفون هم فيها والدليل على ذلك استعماله ألفاظا مهجورة يمجها الذوق السليم كقوله (احطالاً) و (جئلالاً) و (أهبالاً) و (أهضالاً).

ولينظر القارئ ماذا ترك الشاعر لمحمد بن عبد الله وعمر بن الخطاب بعد مخاطبته شيخه بقوله هذا البيت؟:

وأنت أنت الذي بأسه ارتعدت ... فرائض الكفر تشكو الدهر أوجالاً

وقبله:

وأنت أنت الذي قد كان (منتظراً) ... فكم هديت إلى الإسلام ضلالاً

هكذا واضعاً كلمة (منتظر) بين قوسين!!! فهل في وسع المؤلف أن يذكر لنا كافراً واحداً اهتدى إلى الإسلام على يد شيخه؟

٣ - سوء الاختيار

لا يخفى أن المؤلف قصد من تأليفه الكتاب إلى التنويه بشأن هذه الأسرة المشهورة بالفضل وإن كان وراء هذا الغرض غرض آخر! - وهذه الأسرة لشهرتها لا تكاد تحتاج إلى مثل هذا الكتاب! ولكن لا أريد أن أناقشه من جهة ذوقه! أو ليس من أراد التنويه بشأن رجل عمد إلى أحسن ما يؤثر عنه؟.

ولكن صاحبنا الأثري لمّا أراد الإشارة بعلو كعب المرحوم السيد عبد الله الآلوسي في صناعة الإنشاء أختار له القطعة الآتية وهي قطعة نمقها في وصف مطر غزير وقع في بغداد وفيضان هائل في دجلة، ويغلب على الظن أن هذه القطعة حبرها السيد المذكور في مفتتح اشتغاله في الكتابة وذلك لما فيها من سذاجة في الذوق والاضطراب في التركيب كقوله في ص٤٨ - ٤٩:

(وشرع جنّي الليل يخوف صبي النهار) ومنها (وشرعت جواميس القفف تسبح شرعاً في اللجج وتنطح بقرون مغاريفها الأمواج) ومنها (وذهبت إلى دجلة ليشرب فم سمعي الخبر) وليس كل ما أمكن تنزيله على قواعد المجاز والاستعارة كان مقبولاً إذ لا يخفى أن هناك مناسبات واعتبارات ذوقية لا يجحدها من كان له بصر في هذه الصناعة.

وكقوله: (وبعد سويعة انتصرت لهم الغزالة ففتحت عينها بين أجفان السحاب) وهذه العبارة جميلة جداً لو لم يعطف عليها قوله: (وصرعتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>