للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على وصف الديرة في ما عدده منها في معجم البلدان. ولو شاء أحد مريديها في هذا العصر أن يتقفى آثار الشابشتي في كتابي ياقوت والعمري وسائر من حذا حذوهما بين الأدباء والمؤرخين لأمكنه أن يجمع من هذه النقول والعواري المتفرقة عدة صفحات كانت تصلح اليوم لمعارضة بقية الأصل الموجود أو الاستعاضة عن المفقود، لولا أن كل من حكى عنه شيئا أداه في الغالب أما ببعض تصرف في اللفظ أو بالاختصار.

وقد قابلت خصوصا بين ما ذكره العمري، وبين ما هو مثبت في نسخة برلين، فوجدت بين النصين بعض التفاوت والإيجاز في النثر وتقديما وتأخيرا ظاهرين واختصار غير قليل في النظم. وقد أشار الأستاذ المحقق إلى بعض هذا الاختزال مرتين في أبيات ص٣٦٤ و٣٧١ مرة واحدة في متن ص ٣٦٣ واغفل في ما عداها مواطن كثيرة على شاكلتها. وبالأجمال ندران ترد أبيات عن الشابشتي في العمري دون أن تكون مبتورة أو مبدلا فيها وإن كان بعض هذا التبديل لا يخلو أحيانا من وجه من الصحة أو يكون ناشئا عن اختلاف في بعض الروايات أو في النسخ المتداولة.

ولا بأس أن أورد هنها مثالا من هذا التغيير والاختزال يكون شاهدا على طريقة العمري في العبث بالشابشتي. قال في كلامه عن دير سابر: (وأورد الشابشتي فيه للحسين بن

الضحاك أخبارا ظرافا وانشد له أشعارا لطافا منها) ونقل هنا ستة أبيات اجتزئ منها بهذه الثلاثة:

أما ناجاك بالوتر الفصيح ... وأن إليك من قلب الجريح

ألا يا عمرو هل لك بنت كرم ... هلم إلى صفية كل روح

فقام على تخاذل مقلتيه ... وسلسلها كأوداج الذبيح (العمري ص ٢٧٨)

وهذه الأدبيات في الشابشتي اثنا عشر بيتا فيكون المنقول منها نصفها فقط. وفي هذا النصف نصف آخر في كل نصف بيت منه فرق غير قليل وهي في الأصل:

أما ناجاك بالنظر الفصيح ... وان إليك من قلب قريح

ألا يا عمرو وهل لك في الصبوح ... هلم إلى صفية كل روح

فقام على تخاذل مقلتيه ... وسلسل بالسنيح وبالبريح (الشابشتي ورقة ٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>