للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سكت الأستاذ المحقق عن كل هذا الاختلاف ونظائره مع أن نسخة الشابشتي كانت لديه:

وربما تعدى هذا الاقتصاد والتبديل إلى النثر أحيانا وأحال بعض معانيه كقول العمري في دير قوطا (قال الشابشتي وهذا الدير يجمع أموالا كثيرة من عمارته وكثرة فواكهه وما يطلبه أهل البطالة فيه) (ص ٢٨٠) وإنما قال الشابشتي (وهذا الدير يجمع أحوالا كثيرة. منها عمارة البلد وكثرة فواكهه ووجد جميع ما يحتاج إليه فيه. ومنها أن الشراب مبذول هناك والحانات كثيرة. ومنها أن في هذا الموضع ما يطلبه أهل البطالة والخلاعة من الوجود الحسان والبقاع الطيبة النزهة) (الشابشتي ورقة ٢٥) وشتان بين الأموال والأحوال في القولين.

وقريب من هذا الاختصار المخل قوله في دير الخوات (وعيده الأحد الأول من الصوم. قال الشابشتي وتسمى ليلة الماشوش) (ص ٢٨٢) وليس في العبارة ذكر لمرجع الضمير في تسمى. وهي في الشابشتي (وعيده الأحد الأول من الصوم وفي هذا العيد ليلة الماشوش) (ورقة ٣٨). وعلى ذكر هذه الليلة فقد ذكر الأستاذ في باب التصويبات والتصحيحات إنه أكثر من البحث والتسآل عن لفظة ماشوش فلم يظفر بطائل وإن العلامة الأب انستاس الكرملي أفاده أن ما رواه الشابشتي هو خرافة. قال ولا مانع عندي من الانضمام إلى رأيه

الرشيد (ص ١٠) قلت وقد وفقت في التنقيب عن أصل هذه الكلمة وتاريخ هذه الخرافة للوقوف على عدة فوائد مأثورة وشواهد لبعض مؤرخي الإسلام جديرة أن تفرد لها مقالة برأسها فأدخرها إلى فرصة أخرى.

وقد صرح الأستاذ في المقدمة التي ساقها بين يدي هذه الطبعة أن الجزء الأول من المسالك الذي نقل عنه قد قرأ على المؤلف نفسه. وفيه زيادات بخط يده كتبها في جزازات. فيترتب على ذلك أن نسخة الشابشتي التي كانت بين يدي العمري كانت غير كاملة في بعض صفحاتها أو مشوشة في وضعها لأنه في كلامه عن دير الخوات المشار إليه آنفا نسب إلى الشابشتي أبياتا لجحظة زعم إنه قالها في الدير وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>