للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحانة بالعلث وسط السوق ... نزلتها وصارمي رفيقي. . .

ولم ترد هذه الأبيات في الشابشتي وإنما هي كما يتبين لأول وهلة مقولة في دير العلث لا في ليلة الماشوش حسبما جاء غلطا في الفهرس (ش). وقد اغفل العمري هذا الدير ولم يشر إليه بحرف مع إنه في الشابشتي قد وقع في تسع صفحات كاملة (٣٩ - ٤٣) فضلا عن ذكره في معجم البلدان. فلا ريب إنه كان هنالك كلام في دير العلث يلي الكلام في دير الخوات كما هو في نسخة برلين فسقط من نسخة العمري أو من قلم الناسخ أو فات الانتباه إليه.

ويشبه هذا النقص والتشويش ما جاء للعمري في تعريفه دير قني ودير العاقول. قال: (دير قني وهو ببغداد والمدائن. ودير العاقول أسفل منها باثني عشر فرسخا (كذا ص ٢٥٦) وما أدري كيف يمكن أن يكون دير قني في بغداد والمدائن معا وبين البلدين في قول ياقوت ستة فراسخ (ج ٤ ص ٤٤٧) ولا كيف يكون أيضاً في بغداد وقد صرح الشابشتي إنه (على ستة عشر فرسخا من بغداد منحدرا في الجانب الشرقي بينه وبين دجلة ميل ونصف وبينه وبين دير العاقول بريد (ورقة ١١٦) ولا يخفى ما في نص العمري كما هو مطبوع من الأشكال والقلق فيتحتم أن يكون قد سقطت منه بعض عبارات نشأ عن سقوطها هذا الاضطراب والتناقض.

وقد كان ينتظر من صاحب السعادة أحمد زكي باشا الأستاذ المشهور وهو قد وسع كل شيء علما، وقتل كل علم بحثا وفهما، أن ينبه على كل ذلك وأشباهه لما في هذا التنبيه من الشأن

والفائدة في التعريف بهذا الكتاب الذي خدمه هذه الخدمة الجلى وأغناه بكل هذه الحواشي والتدقيقات والهوامش والاستدراكات والتصويبات والتصحيحات وأبرزه بعد ذلك في هذه الحلة القشيبة الزاهرة التي استحق من اجلها ابد الدهر أطيب الثناء واجزل الشكر وأصبح بمثل هذا الإبداع فيها إماما يجدر أن يأتم به كل من نشر كتابا في كل قطر، على إنه لو كان أعار بعض هذه المصادر والمراجع التي رد إليها المطالع نصيبا أوفر من الاعتبار والالتفات وعارض بين ما ورد فيها وبين ما تمثل له في نسخة العمري لكفى نفسه بعض مؤونة هذا العناء الشاق الذي تحمله أحيانا في التخريج والتعليل وتيسر له

<<  <  ج: ص:  >  >>