للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقويم بعض الأغلاط من أقرب سبيل. وقد روى بيتا للصنوبري من قصيدة قالها في دير زكي وصف به البهار فقال:

وبهار مثل الزنانير محفو ... ف بزهر الخيري والحوذان

ومن البين الواضح أن ليس للزنانير محل في هذا التشبيه وإن اللفظة محرفة عن الدنانير ولو ألقى نظرة واحدة على الشابشتي الذي كان له على طرف الثمام نقرأ فيه (وبهار مثل الدنانير). واستغنى عن هذه الشروح والتأويلات التي شغل بها مقدار صفحة من باب التصحيحات وبقي بعدها مترددا بين الزنانير والزنابير والدنانير (ص ١٠). ومثله ما ذكره في تصحيح عمر عسكر بعمر كسكر (ص ١٣ من التصويبات) واللفظة واردة بهذه الصورة في الشابشتي وياقوت فلم تكن من ثم حاجة إلى التوقف في الاستفتاء في شأنها. وابلغ من ذلك ما عاناه في تفسير قول أبي الفرج الاصبهاني في كلامه عن دير اللج (أن النعمان كان يركب في كل أحد إليه وفي كل عيد معه أهل بيته. . . فإذا قضوا صلاتهم انصرف إلى مستشرفه على النجب) (ص ٣٢٦) قال في التصحيحات (ومن الأسف أنني لم اعثر على كتاب الديارات لأبي الفرج لتثقيف هذه الكلمة (النجب) والحكاية غير واردة في الأغاني. وأني أتخيل إنها محرفة عن النجف (ص ١٤) قلت ومن الأسف أيضاً أن يتطلب كتاب الديارات لأبي الفرج وهو مفقود ولا يخطر في باله أن يراجع كتاب معجم ما استعجم للبكري وهو موجود بل من الغريب أن يكون هو الدال على الصواب ولا يتبعه ويكون أول من أشار على المطالع في حاشية (ص ٣٢٦) التي علقها على دير اللج أن ينظر في كتاب البكري (ص ٣٦٦) ولا يكلف نفسه النظر في هذه الصفحة عينها ولو فعل

لقرأ فيها قول أبي الفرج (فإذا قضوا صلاتهم انصرف إلى مستشرفه على النجف) ولضرب صفحا عن هذه الصفحة الكاملة التي تكلفها لإثبات ما أصاب في تخيله.

ومما فاته استدراكه أيضاً دعوى العمري في دير البغل شمالي دير شعران بمصر (ص ٣٦٩) قال الحاشية أنظر ما أورده أبو صالح الأرمني (ص ٦٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>