للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا شك إذن أن العمري أساء النقل وعذره في مثل هذه الأسماء الأعجمية واضح. وبدلا من مرتومان تتحتم قراءة مريونان بياء وواو ونون ولو لم يرد في ياقوت دير بهذا الاسم. على أني بعد البحث والتنقيب وجدت له ذكرا في أخبار فطاركة كرسي المشرق من كتاب المجدل لماري بن سليمان المطبوع في رومة سنة ١٨٩٩. قال في خبر بربعشمين الجاثليق (وفي هذه الأيام ظهر ماريونان صاحب عمر الانبار وهو تلميذ مار اوجين (ص ٢٦) فلم يبق إذن سبيل لا قل ريب.

ومن الأديار التي وقع الوهم في ضبطها دير صباعي على شاطئ دجلة شرقي تكريت فقد ورد في الشابشتي ضباعي بالضاد المعجمة المضمومة والياء المثناة (ق ٧٥) وفي ياقوت صباعي بالصاد المهملة دون ضبط والألف المقصورة استشهد عليه ببيت لبعضهم قال فيه:

حن الفؤاد إلى دير بتكريت ... الى صباعي وقس الدير عفريت

ونقله الأستاذ المحقق في نسخة العمري صباعي بالصاد المضمومة والباء المخففة ولكنه ضبطه بعد ذلك بالباء المشددة في بيت لبعض لصوص بني شيبان قال فيه:

ألا يا رب سلم دير صباعا ... وزد رهبان هيكله اجتماعا

والشعر على هذه الرواية مختل الوزن كما هو ظاهر. والمعول عليه في ضبط هذا الاسم دير صباعي بالصاد المهملة المفتوحة والباء الموحدة المشددة والعين المهملة مفتوحة أو مكسورة والياء المثناة نسبة إلى مار شمعون بن صباعي أو بر صباعي كما يقال في الآرامية وهو الجاثليق الشهيد على عهد ملك الفرس سابور هرمز؛ ثم تعاورت اللفظة أفواه العامة والسنة الشعراء فقيل فيهابر صباعي وبر صباعي بالتخفيف. ومن ثم لا أشك أن صحة البيتين السابقين يجب أن تكون:

في الأول:

حن الفؤاد إلى دير بتكريت ... لبر صباعي وقس الدير عفريت

وفي الثاني:

ألا يا رب سلم بر صباعا ... وزد رهبان هيكله اجتماعا

<<  <  ج: ص:  >  >>