إشارة في مادة (ن ب ج) إلى أن (النبج) هي الغرائر السود) أي الجوالق والزكائب فتكون الفاكهة حينئذ من النواشف أي من نوع النقل. ويكون
ابن فضل الله قد أراد الرجوع عن جمع الجمع (نبايج) لعدم وروده فضرب على الكلمة ثم سها عن وضع الكلمة الواردة في كتب اللغة. . . (ص ٨).
قلت ومن الغريب أن يكون مثل الأستاذ لا يرى بأسافي التصرف في عبارة المتن ولو بإسقاط كلمة واحدة بحجة عدم تبين معناها. ولا أدري كيف يصح أن يكون العمري نفسه هو الذي هم بتبديل حرف من كلام كان يعلم إنه ليس له بل لجحظة البرمكي بدعوى إنه لم يرد في اللغة. وهل هذا كله إلا تخيل وافتراض محض. وقد كان الأجمل والأحرى أن تترك اللفظة في مكانها من المتن وتثبت على علاتها إذ لعله يقيض لها من يجلو مبهما ويعنى بتفسيرها. وإما ما أرتاه من أن النبائج هي جمع الجمع (نبج) بمعنى الغرائز والجوالق السود أي الأعدال الكبيرة التي يوضع فيها المتن ونحوه فاقل ما يترتب عليه أن تكون العادة سبقت في بغداد بين ظرفائها وأهل التنوق والترف فيها أن تنضد الرياحين في الجوالق السود ويهدي نقل الشراب في الأعدال. . . والحقيقة أن النبائج جمع نبيجة وهي السفرة والطبق من الخوص أو الخيزران. وورودها في كتاب الموشى بصورة نبانيج أو بنانيج ليس إلا خطأ وتحريفا من النساخ. وقد وجدتها مستعملة بصيغة المفرد في كتاب الديارات للشابشتي وهذا ما قال فيه:
(لما صح عزم المتوكل على أعذار أبي عبد الله المعتز. . . كان في صحن الدار. . . ألف نبيجة خيزران فيها أنواع الفاكهة)(ورقة ٦٥) فالنبيجة إذن والنبائج كانت في العراق كالأطباق التي تفرش عليها الأزهار والثمار بين أيدي الباعة اليوم في مصر وإما أصل الكلمة فقد تفضل حضرة الأب انستاس ماري صاحب هذه المجلة الغراء بتعريفي إنها لغة عراقية في (النبية) الواردة بمعناها في معاجم اللغة. ومثلها (النفية) ويقال أيضاً (النفيجة) لغة أخرى عراقية فيها.
ص ٢٦٣ س ١ قصدت بسر من رأى رائدا بعض كبارها. وفي إرشاد الأريب لياقوت حيث وردت القصة نفسها: قصدت بسر من رأى زائرا