للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه سقط كلام في الأصل وربما كانت الجملة هكذا: (ومرت الأطلاب مزينة (بأبناء) الترك وجياد الخيل). ثم عاد في التصحيحات فقال أني بعد إنعام النظر أتخيل أن الناسخ غير كلمة (اليرك) لأنه لم يفهمها بكلمة الترك. واليرك كلمة تركية كانت فاشية الاستعمال بمصر على عهد المماليك ومعناها السلاح، وكثيرا ما يستعملها المؤرخون لذلك العهد. ويكون

المعنى أن الأطلاب مرت مزينة أسلحتها وخيلها الجيدة (ص ١٦)).

وقد اغفل الأستاذ هذه المرة أيضاً كعادته أن يراجع النصوص التي اعتمد عليها لادعاء أن اليرك كلمة تركية كانت فاشية الاستعمال في عهد المماليك بمعنى السلاح. ولو فعل لأعجزه البحث أن يأتي بشاهد واحد عليها من هذه الشواهد الكثيرة التي توهمها. وقد قبلت ما وسعني تقبيله من تواريخ المماليك ومعاجم اللغة التركية في دار الكتب في باريس فلم اقف فيها على أثر للفظة (يرك) بالياء والكاف ولا نص واحد على استعمالها بهذا الضبط. وإنما جاءت هنالك كلمة (يراق) بالقاف قبلها الألف بمعنى السلاح. وقد استعمالها بعض المتأخرين بعد إسقاط الألف منها كابن اياس خصوصا ولكنهم لم يعنوا بها السلاح فقط خلافا لدوزي. بل أطلقوها على جملة أجهزة المسافر للقتال من أمتعة وألبسة وأسلحة وأزوده ودواب وسائر ما يحتاج إليه من العدد والأثقال الحربية ولا بأس أن أعزز هذا الاصطلاح ببعض الشواهد لأني لا أعلم إنه سبق لأحد كلام فيه أو توسع في تفسيره. قال ابن أياس في مجلد مخطوط من تاريخه في خزانة باريس رقم ١٨٢٥:

في صفر (سنة ٩٢٢) قال السلطان للخليفة لما جاس أعمل يرقك إلى السفر وكن على يقظة فأنا مسافر إلى حلب بسبب ابن عثمان. وقال للقضاة الأربعة اعملوا يرقكم وكونوا على يقظة حتى تخرجوا صحبتي (ص ٩).

وقال بتاريخ يوم السبت ٢٥ صفر من السنة نفسها:

جلس السلطان في الميدان وعرض الأمراء الطبلخاناة والعشراوات

<<  <  ج: ص:  >  >>