للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروس النوب فلما عرضهم قال لهم اعملوا يرقكم وكونوا على يقظة من السفر (ص ١٣).

وقال بعد ذلك بتاريخ يوم الثلاثاء ٥ ربيع الأول:

نزل القاضي شهاب الدين بن الجيعان نائب كاتم السر عن لسان السلطان إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله بسبب عمل يرق الخليفة وقد كشفوا في الدفاتر القديمة أن الخليفة إذا سافر صحبة السلطان يكون جميع يرقه على السلطان فكتب الخليفة قوائم بمصروف عمل اليرق فكان ذلك بعشرة آلاف دينار وقيل خمسة آلاف دينار (ص ١٣).

فليست إذن كلمة اليرك ولا اليرق هي التي يترجح أن تكون في متن العمري. ولا أخال حضرة الأستاذ المحقق إلا إنه أراد البرك بالباء الموحدة وهي لفظة فارسية من معانيها

الأصلية السلاح وأثاث المسافر وزاده وسائر مقتنياته. وقد سبق استعمالها عصر المماليك ولا يبعد أن تكون قد طرأت على اللغة في عهد السلاجقة لأن ابن الأثير أوردها في تاريخه الكامل في كلامه عن بني جهير سنة ٤٩٣ قال في المجلد المخطوط في خزانة باريس رقم ١٤٩٩:

في سنة ثلث وتسعين بيع رحل بني جهير ودورهم بباب العامة ووصل ثمن ذلك إلى مؤيد الملك. ثم قتل في سنة أربع وتسعين مؤيد الملك وبيع ماله وبركه واخذ الجميع وحمل إلى الوزير الأعز. وقتل الوزير الأعز هذه السنة وبيع رحله واقتسمت أمواله (ص ١٢٥).

وقال أيضاً في حوادث سنة ٤٩٤:

واخذ عسكر محمد (السلطان أخي بر كيارق) ما تخلف للأمير اياز من مال ودواب وبرك وغير ذلك (ص ١٢٢).

وقد أريد بالبرك هنا كما هو ظاهر معنى الرحل وهو في اللغة منزل الرجل وما يصحبه من الأثاث ولذلك عوقب بينهما في الشاهد الأول من كلام ابن الأثير. ثم تغلب معنى المتاع والثقل خصوصا على البرك دون السلاح حتى احتاجوا أحيانا إلى الجمع بين اللفظيين للنص على المعنيين. قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة في حوادث سنة ٦٩٨:

<<  <  ج: ص:  >  >>