إلا أن جميع الأسعار غلت لاسيما السلاح وآلات الجندية من القماش والبرك وحوائج الخيل وغير ذلك (باريس ١٧٨٣ ص ٤٧).
وقال ابن اياس في وقائع سنة ٩٢٢:
لم يبق عندنا لا خيول ولا قماش ولا برك ولا سلاح (باريس ١٨٢٥ ص ٨٥). ولا حاجة إلى استقصاء شواهد البرك في ابن الأثير والمقريزي وابن تغري بردي وابن قاضي شهمة وابن اياس وسائر المؤرخين ولعل ابن اياس انفرد دونهم بالجمع بين لفظتي البرق والبرك كقوله في الكلام عن قاسم بن أحمد بك بن أبي يزيد بن عثمان انقله عنه بلحنه وعاميته:
كان السلطان قد أقام له برك ويرق وتكلف عنه بنحو ألفين دينار حتى يظهر أمره (باريس ١٨٢٥ ص ٣١).
وإما ضبط اللفظة فإذا روعي الأصل الفارسي وجب أن ترسم بالباء المكسورة والراء الساكنة مثل سلك ولكنهم عدلوا في الاستعمال عن الكسر إلى الفتح فقالوا برك وأحيانا برك
بفتح الباء والراء كأنهم أرادوا أن ينظروا فيها إلى معنى يرق التركية فاجروها مجراها. وقد وجدتها مضبوطة مرتين بفتحتين في مجلد مخطوط من الكامل لابن الأثير في خزانة باريس رقم ١٥٠١. ووردت في مجلد آخر من الكتاب نفسه بخط الأمام المؤرخ العلامة عبد الرزاق ابن الفوطي البغدادي بفتحة واحدة بين الباء والراء وما أظنه إلا أراد ضبط الراء بها. وقد رسمها مرة أخرى مهملة دون أقل شكل.
وإذا صح أن يكون العمري تعمد هذه اللفظة الدخيلة في قوله (مرت الأطلاب مزينة) فيكون أراد بها الأثقال والعدد التي تصحب الجنود في الأسفار. ولكني لا أرى أقل حاجة إلى كل هذه التخرصات والتأويلات ولا أدري لماذا عول الأستاذ بعد أنعام النظر على العدول عن كلمة (الترك) الواردة في النسخة ألام وليس ثم ما يعترض دون بقائها وتفسيرها. وإذا كان هنالك حقيقة كما قال كلام ساقط في الأصل بين كلمتي (مزينة)(والترك) فلا ارتاب أن يكون العمري أراد أن يقول فيه (مرت الأطلاب مزينة بأقمار الترك وجياد الخيل). وهو ما أشار إليه في البيت السادس والثلاثين من الأرجوزة التي نظمها في الدير الأبيض