للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالموجود الخارجي على نحوين: أحدهما الحصول بالذات لا بالصورة، وذلك الحصول اعم من الوجود في نفس الأمر من وجه لتحقق الأول بدون الثاني في المخترعات الذهنية وبدون الأول في الموجودات الخارجية. ثم الموجود في الذهن عند المثبتين للوجود الذهني هو نفس الماهيات التي توصف بالوجود الخارجي والاختلاف بينهما بالوجود دون الماهية.

ولهذا قال صاحب المحاكمات: الأشياء في الخارج أعيان. وفي الذهن صور. انتهى كلام أبي البقاء.

فأنت ترى من هذا أن تعريف كل من الذهني والخارجي تعريف صحيح على ما يفهمه الإفرنج في هذا العهد، ولا نعرف للحرفين المذكورين كلمتين أخريين ومن يعرفهما فليذكرهما لنا فنكون له من الشاكرين. بشرط أن ينقل كلام الأقدمين بنصه واسم الكتاب الذي ورد فيه مع أسم مؤلفه. ولو وجد غير هذين اللفظيين لذكرهما لنا صاحب الكليات نفسه.

س - ومنه - ما الكلمة العربية المقابلة للإفرنجية

ج - للإفرنجية معنيان؛ المعنى الأول إنها تفيد (بلا خبرة أو اختبار) معتمدا المتكلم في ما يقوله على العقل أو على دليل ظاهر قد سبق التسليم به وهذا يقابله قولنا: (عقليا) أو آنفا بضم الأولين. والثاني يأتي مقابلا لقولهم فيقال حينئذ استئنافا وللفظة الثانية الإفرنجية (استنتاجا) أو (اختبارا) أو أن يقال بازاء الإفرنجية: (سباقا ولحاقا) وهي أشهر ما جاء في كلام المتكلمين والفقهاء وعرفهما اللغويون، فليحتفظ بهما.

جمع المصدر وجمع جهد على جهود

س - مصر القاهرة - س. ب. م -: هل تجوزون جمع المصدر وهل توافقون على أن يجمع جهد على جهود، وهل ورد في كلام الأقدمين؟

ج - جمع المصدر لا يجوز كما صرح به النحاة واللغويون وكما ترونه مدونا في جميع المصنفات التي تتعرض لهذا الموضوع. قال في المصباح في مادة ق ص د: بعض الفقهاء جمع القصد على قصود. وقال النحاة: المصدر المؤكد، لا يثنى ولا يجمع. لأنه جنس والجنس يدل بلفظ ما دل عليه الجمع من الكثرة فلا فائدة في الجمع، فإن كان المصدر عددا كالضربات، أو نوعا كالعلوم والأعمال،

<<  <  ج: ص:  >  >>